أردوغان وقع في الفخ - موناليزا فريحة

mainThumb

07-12-2016 09:20 AM

في ما عدا التصريح الناري للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي بأن عملية "درع الفرات" ترمي الى إسقاط الرئيس السوري بشار الاسد (تراجع عنه لاحقاً)، لم يعد يُسمع أي كلام عن "إنجازات" العملية العسكرية التركية في شمال سوريا.

 

منذ الاسابيع الأولى للعملية التي انطلقت في 24 آب الماضي، أكد أردوغان أنها ستصل إلى مدينتي منبج والرقة بعد الباب. والشهر الماضي، قال حرفياً: "لقد اقتربنا من الباب حالياً، وحاصرناها من الغرب أيضاً، وهذا لا يكفي، إذ أننا سنمضي من هناك إلى منبج. لماذا؟ ليس لأننا متشوقون لذلك، بل لأن هناك وحدات كردية". ومن هناك كرر أنه ينوي التوجه الى الرقة.
 
لا شيء من هذا حصل، ولا شيء يوحي بأنه قد يحصل في القريب العاجل. ولا يزال "داعش" يسيطر على الباب. أما السبب فيوضح المسؤولون الاتراك أنه مقاومة قوية من "داعش" في المدينة وخطف التنظيم الإرهابي جنديين تركيين.
ليست ذرائع كهذه مقنعة لوقف هجوم بدأته أنقرة بعد أربعين يوماً من محاولة الانقلاب الفاشلة على أردوغان، وعلقت عليه آمالاً كبيرة في إظهار تماسك جيشها التي زجت آلافاً من ضباطه وجنوده في السجون، وهدفت من خلاله الى ضمان أمن حدودها وتبديد الشكوك الدولية في نيتها محاربة "داعش".
 
مؤشرات كثيرة توحي بأن عوائق أكبر تواجه العملية وتمنع أردوغان من المضي في خطته، في مقدمها القصف الذي تعرضت له قوات تركية على مشارف منبج قبل عشرة أيام تقريباً. ذلك القصف تحديداً اعتبر بمثابة إنذار سوري - روسي لأنقرة، وانطوى ربما على تحذير لها من تسيير طلعات لمقاتلاتها دعماً لفصيل "الجيش السوري الحر" وقواتها في المنطقة.
 
منذ انطلاق عملية "درع الفرات" كان ثمة اقتناع بضوء أخضر روسي أتاح لأنقرة ارسال قواتها الى منطقة تعد فناء خلفياً لعمليات النظام السوري وداعميه في حلب. حتى أن فرضيات كثيرة تحدثت عن صفقة روسية - تركية لمقايضة منبج بحلب. ولكن مع المكاسب التي حققها النظام في حلب بدعم روسي، صارت الباب على ما يبدو خطاً أحمر، خصوصاً أن المدينة تعتبر بوابة الى حلب، ولم يعد من مصلحة موسكو السماح بدخول قوات من المعارضة السورية تدعمها تركيا اليها.
 
يبدو أن أردوغان أخطأ مجدداً في حساباته السورية. كان متوقعاً أن تكون الباب ثمناً لصمته المريب عما حصل في حلب، لكنه خسر هذا وتلك. ولا شيء يضمن انه سيتمكن من الاحتفاظ بالمكاسب التي تباهى بأن "درع الفرات" قد حققها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد