اعطونا فرصة

mainThumb

18-12-2016 12:44 PM

 يَقول أحَدهُم :"وَصِلتُ الى سِنْ التَقاعُد الإفتِراضي والمَفروض إنني الآن آخذُ رَاتب التَقاعُد مِنْ الضَمّان الإجتِماعي ، والمَفروض أيضا عِندي خِبرة عَمليّة لا تَقل عَن عِشّرين عَاماً فِي مَجال عَملي ودِراسَتي".
يتابع :" لكِن سَأقول مَا يَدمي القَلب  عُمري الآن ٤٠ عَاماً  وأخيِراً اتَصل دِيوان الخِدمَة  المدنيّة ليِقول لي التحَق بِوظيفَتك الجَديدة ،ايُّ وظَيفة وأنا قَدْ عَمّلتُ سَنوات عُمري السّابِقة فِي مَجال التِجارة كَغيري الذي عَمل فِي مَجال المِكانيك والتَصليح والاعمَال الحِرفيّة واعمَال البِناء هَذا ونَحنُ جيل فِيه الخير والبَركة والحَمّاس وحُسن التَدبير وأُتيحَ لنا السّوق للعَمل لحُسن الظُروف الاقتِصاديّة فِي البَلد سابقاً ولَم يُنافسُني اخَي السّوري والعِراقي  ، فشَبابي قَضيتهُ فِي عَمل بَعيّد عَن دِراسَتي  فَكيف لي أن اكون مُوظفاً وأعُود اتَذكِر تِلك الشّهادة وذَلك الطَموح الذي ابتَعد عَنّي بِسبب قِلّة الوظَائِف الحُكوميّة وتَدخُل الواسِطات ،وكَيف أستَعيد قوتي وأعمل فِي مَجال التَدريس مّثلاً وقد فَقدتُ المَهارات التي تُعينني على العطاء ولَم تَعد لدي القُدرة على التَحمُل الجسدي وقد اصَبت مؤخرا بالضغط الدّم والسُكري مما قد يَكون فيه ظُلم لأجيالنا الذين هُم أبناءِ المُستقبَل" .
 
 هذا مآ سَعت له الحُكومَات جَاهِدة لِضم الشّباب للأعمال الحِرفيّة والتّقَنيّة ودمّجها في أسواق العَمل، لَكن هَذه الأسَوق لَهاُ قُدرة تَحمُّل أيضا وأن إستيِعاب العَدد الهَائِل مِنْ فِئة الشّباب سَواء الجَامعين او غَير المَؤهلين عِلميا يَحتاج الى تَدبير في القُروض والمِنَح وتَهيئة أجواء للعَمل في القِطَاع الخَاص لهم ، لَكِن مَهما عَمِلت الحكومَات لوِجود الحُلول تَبقى عِيون الشباب الأُردني تَلتفِت الى ديِوان الخِدمة المَدنيّة ما بين وَقت الى آخر ويَنتظِر ذلك التَعيّين بِفارِغ الصَّبر .
 
 
    الشّباب سواء مّن الجِنسَين  يَقضون أوقَاتَهم فِي المَقاهي الشعبيّة والكوفي شوبات مَا بين الأراجيل والمَشروبَات وما بَين التَقاعُص والخُمول ، إبتِداء مِنْ عُمر ١٦ عَاما الى أ‘مار متقدمة،  يَعني المَفروض أن الدّولة  تَستغِل هَذهِ القوى الشّبابيّة لإنتِعاش الحياة الإقِتصاديّة والسياسيّة والرياضيّة والفَنيّة بِشكِل أفضَل وبِتَخطيط حُكومي يُناسِب الأعوَام القَادِمة ، وليسَ مِنْ المَعقُول ان  يَكون التَوجة التَخطيط فَقط الى الاعَمال الحِرفيّة لِتَقليل مِنْ حَجم البَطالة .
 
   الدُّول المُتقدِمة تَعتَني بِفئة الشِباب لأن مُستقبَل الدَّولة لَهم ولأن ارتِكاز الدّولةً على العُنصر الشَبابي هو هذا الأساس ، وواجِب عَلى كُل دَّولة تَنميّة قُدراتهم وأفكَارهم الإيجِابيّة وبَذل جُهد لتُوجيه هَذه الفِئة نَحو الإبداع وكيفيّة اتٍخاذ القَرار الصَح فِي الأزمَات التي تُواجه البَلد بتدريبها مَنْ أصحَاب الخِبرات العَلميّة والعَمليّة وإندمَاجِها مَع الفِئات الحِزبيّة والدَخول بالحَياة السياسيّة والاقتِصاديّة والمُشاركة بإتخَاذ القَرار التي تَعني بِهذه الفِئة ، إلا فِي الدّول العَربيّة ومِنها الأردن لا يَتميّز  الشاب عَن الآخر إلا إذا كَان مَدعُوما مِنْ أصّحَاب النَفوذ المَاليّة والسياسيّة ، فإبن الوزير يُصبَح مُدير مُؤسسة فِي يَومٍ وليلة بالرغُم مِن مُؤهله العِلمي ( بَكالوريس ) ويَستغل هَذا الشاب اي فُرصٍة سَفر او مِنحة او جَائِزة او لِقاء إعلامِي ليَظهر امامَ الشّباب تَميّزة ، طَبعا لإنه مُتميّز بِمن يَدعَمة ويُسانِدهُ وهَذهِ الحَقيقَة  ، أمّا إبن المُوظَف العَادي جَالس فِي المَقهى الشَعبي او الكُوفي شوب ويَعمَل فِي غَير مَجاله وَربما حاصل على درجة المَاجِستير لَكِن غَير مَدعوم  كَأنّها حَصريّة لأصّحَاب النُفوذ فِي البّلد .
 
   المُحَصّلة النهائيّة يُوجد لدينا مَمّن يَحمِلون الدَرجَات العِلميّة مِنْ الدّكتُوراه ومَاجِستير والدِراسَات الهَندسيّة والطِبيّة  يَعمَلون فِي مَجالات غَير دِراستهُم مُرغَمين لإسبَاب مَعيشيّة ، ومَنْ جَهة أُخرى  يُوجَد مُوظَفين تَجاوَزوا مِنْ العُمر سِتين عَاماً وهَمّ فِي وظَائِفهم كَأنها حُصَرت لَهُم ، اعطُونا فُرصَى للتَتساوى الفُرص جَميعا وليعَم العَدل مَع وِجود خِطة تُنَاسِب كُل عَام بِمُخرجَاتها العَلميّة المُناسِبة .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد