تَحيّة لِوطَن المَحبة وَطنْ الغُربَاء واللّاجئِين والفُقراء والأغنياء ، وَطن الأنْقياء وَطنْ الشّعب الشُجاع وَطنْ الجَيش و الشُهداء بأسمِنا نَعتَذر لَكَ شَديد الإعِتذار .
فَأرضك التي أزهَرت مِنْ النَرجِس والسَوسنة والجُوري لِلأسف انبَتت فيِها بَعضُ الأشوَاك ، والأرضَ التي روّتها دِماء الشُهَداء مَا زالت تَزرعُ الوَرد لتزدادُ جَمالاً والقَمحَ ليِبقَى طَاهِراً ليأكُلوا مِنْ خُبزه اصّحاب النَّخوة والشُموخ .
وَطني يَا حَبيبي أقفُ خَجلاً مِنكَ فَقد مَسّتك أيَدي الأرهَاب ، وقَطفتَ مِنْ شَبابَك أحَلى الأزهَار ، فَعُذرا وَطَني حِينما تَبكي أُمّا على غِياب إبنَها الشّهيد وتَبكي مَعها الحِجار وحِينما تَبتَسم فَتبتَسم لَها الدُنيا بِكُل كِبريَاء ، عُذّرا يا وَطَني حِينَما الأب يَبكْي خَجّلاً مِنْ إبنهِ ويَقسوا عَليه ويَنّكرهُ لأنّه مِنْ مُجرميّن الأرهَاب ، فَيقول تَباً لَكَ يا ابّني قَدْ قَتلتَني وأنا حَيّ أتبَرء مِنّهُ واقول لَكُل العَالم قَدْ خُلقَ مِنْ غُصّني عُود جَاف يُصلَح للنّار .
فَعُذرا يا وَطَني حِينَما يَسّرق الطَامِعون مِنْ خِيّراتُك المّلايين ، وتَصّحَى عيون الفِتنة فَتختَفي القَوانيّن ويَتأجّل العَدّل لحيِنما تُغَادر روّح الفَاسديّن إلى خَالِقها فَيُحاسبُها فَعذراً لَمّ تُقَطع ايديَهم ولَمّ ويُحَاكَموا فتبّا لِكُلِ نّفس لَمّ تَشبَع وَلَمّ تَقنَع .
عُذّراً يا وَطَني إذا تَزعزَعَ هُدوءَك مِنْ خُطوّات العَابّرين وثرثَرات التّافهين لَمّ يَعلَموا إنّكَ الغَالي وإنّك الحَصّين ، وإنّكَ مِنّا فأنّتَ الدّم والعَيّن والجَبين ، فَحينما يُقال الأردُن بِلاد النّشَامى والهَاشميّن تَعّلوا القَامات أمَام العَالم ، فَكُلنا مُقاوِم لِكُلِ خَائِن مُسلح يَقتُل كُل بَريء لِكُلِ مَنْ يَتجرأ أنّ يَطلُق سِهـام الأرهَاب فِي بِلادِنا ، لَيّسَ بِسلاحَنا وبِقلاعِنا نَتحَامى فَحسبْ فَسِلاحُنا بِثبَاتِنا وقوّتَنا وقِلاعُنا هِيَ الصّدور التي تُحيّط قُلوبَنا فَنحنُ بإذن الله آمنين ، نّعتَذِر إذا اصَابتَك رصّاصَة وأصَابَت جِدارُك وَلّم نَتصدّاها .
نَعتَذر يا وطّن فَقد زُينَت أشّجَار المِيلاد وأينعَت بأنْوَارَها ولأجل عيّون الشُّهداء أطفَئناهَا ووضَعنا صُورهم ليَّكونوا هُم أنّوارَها ، و لأنَّ العيد هَو إعَادة الوَطن لأمَانها وإعَادة الرّوح البُطولَة في أبنْائِها .
نّعتَذر فَكُلنا مُقصِرون ، نّعتَذر إذا غُفيّت العَيّن وهُنَاكَ جائِع أو فَقير أو هُناك مَسؤول لا يَعّمل بِذمّة وضَمير ، نّعتَذر إن لمّ نُكرّم المُبدعين والمُخلَصيّن في مملكَتنا الحَبيبة وَكُلِ مُواطِن شَريف وَكُلِ عَسّكَري بَطل يَحرُس الحُدود .