ماذا حصل في دفن والدة الرئيس ؟

mainThumb

02-01-2017 10:22 PM

 ثلاثة تناقضات حصلت امامي خلال مشاركتي بدفن والدة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي باربد وكلها تحتاج للوقوف طويلا لتفسير ما حصل فهي قد تعطي اشارات ودلالات للحال الذي وصلنا له ...
 
 حين سقط شخص ستيني اثناء محاولته المساعدة في دفن والدة الرئيس حيث اغمي عليه ووقع ارضا خلال انزاله لجثمان المرحومة فحاول وزير الصحة الدكتور محمود الشياب اسعافه وانقاذه لكن لم تفلح محاولاته فطلبوا الاسناد من الجهات الرسمية المتواجدة لنقله للمستشفى. 
 
في تلك الاثناء كنت اقف شخصيا على باب المقبرة وبجانب حرس الرئيس فابلغوا الكل ان شخصا داخل المقبرة اغمي وسقط ارضا فاين الدفاع المدني وسألوا عن نقالة لحمله عليها وجاء نظر الحرس بعين احد زملائي المصورين واستفسروا منه عن الدفاع المدني فبادر الزميل بالذهاب لمدير الدفاع المدني الفريق الركن طلال الكوفحي حرصا من الزميل على انقاذ من سقط ارضا وذلك من منطلق انه فاعل خير لا اكثر. 
 
الكوفحي كان يجلس في الصيوان الذي نصب لجلوس المسؤولين والوزراء والنواب والاعيان المشاركين بالدفن وبجانبه مدير الامن العام وعلى يساره كلا من رئيسي الوزراء السابقين الدكتور معروف البخيت وعبدالرؤوف الروابدة وحين اقترب الزميل من الكوفحي وابلغه شخصيا ان شخصا سقط ارضا في المقبرة ومغمى عليه وبحاجة للدفاع المدني فكان جواب الكوفحي للزميل المصور اتصلو ب 199 وهنا صدم الزميل المصور ولم يعرف ماذا يفعل وكيف يتصرف فنظر الزميل للكوفحي الذي كرر للمرة الثانية اتصلوا ب 199 . 
 
وبعد عدة دقائق واثناء تنقلي من مكان لاخر ومن موقع لاخر قام من هم داخل المقبرة باخراج الستيني الذي سقط ارضا على نقالة ويرافقه وزير الصحة الدكتور محمود الشياب ووضعوه بنفس سيارة الاسعاف التي نقلت بها والدة الرئيس وكانت قريبة من باب المقبرة أي سيارة الاسعاف . ماقام به الشياب يسجل له شخصيا لا عليه وهو تصرف فورا لوحده وحاول اسعاف الستيني ورافقه بسيارة الاسعاف لمستشفى الاميرة بسمة التعليمي فما فعله تصرف ايجابي بصرف النظر عن كل الظروف وعن ما يقال وقيل وان اعتبره البعض ان ذات التصرف جاء لاعتبارات ما حصل خلال الدفن لا سيما ان الشخص الذي توفي سقط امام الرئيس الا ان ما فعله الفريق الكوفحي برده على الزميل المصور مرتين بالاتصال مع الرقم 199 للتعامل مع الشخص المغمى عليه بالمقبرة تعكس تناقض واضح وصريح بين ما فعله الشياب والكوفحي . 
 
واخيرا حين غادرت موقع الدفن متجها لسيارتي التي ركنتها بالقرب من سور اربد الاثري القديم واثناء مسيري مشيا على الاقدام وعلى بعد عدة امتار من الصيوان والدوار الذي يسبق مجمع فوعرا وهي منطقة اغلقت بالكامل امام حركة السير من قبل الامن والشرطة ورجال السير وخصصت فقط لاصطفاف مركبات الوزراء والاعيان والنواب ورجال الدولة والمسؤولين حيث صادفت وقوع مشادة كلامية حادة بطلها احد سائقي السيارات السوداء الكبيرة وهي على ما يبدو تتبع للرئاسة كون سائقها يرتدي زي امن قريب للون الاسود اذ ان ذات السائق يتلاسن مع مسؤول يستقل سيارة حكومية .
 
 المسؤول نزل من مركبته وهو في حالة لا تسر احدا وعليه ملامح الغضب والعصبية لشديدة وطلب من السائق الاخر ان يمرر مركبته وان يرجع للخلف قليلا وهنا تدخل بعض رجال السير والشرطة لكن تطورت الامور وبدا السائق يصرخ بالقول حتى لو كنت وزيرا ماذا يعني وشو اعملك .
 
 في نهاية الحديث لعل ما حصل من مواقف متناقضة اثناء دفن والدة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي باربد هو بالمحصلة يعكس مدى الازمات التي نعيشها ولا يمكن ان نقول انها مواقف عابرة واستثنائية ....


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد