العام الجديد وهل من جديد

mainThumb

07-01-2017 03:27 PM

ودّعنا العام الماضي 2016 واستقبلنا العام الجديد 2017 والذي بكل جديد تتجدد الآمال والطموحات والأمنيات ، فالجديد دائماً يعني شيئاً ما ومضموناً ما ، فهو جديد وأمنياتنا في وطننا وأمتنا هي في غاية التواضع فلم نعد نحلم بوحدة الأمة العربية وإقامة الدولة العربية الواحدة وإن كان هذا موجوداً في اللاشعور لدى كل مواطن عربي حر ، فاليوم للأسف أصبح غاية أمانينا المحافظة على تقسيم المقسّم والمحافظة على اتفاقية سايكس بيكو  كما هي ، فقد داهمتنا الأحداث من حيث لا نحتسب وإذ بكل أوطاننا مهددة بالفتن والتقسيم نتيجة الفساد والاستبداد وإذا نحن كأمة غير قادرون على التغيير .
 
والأحداث المسماة زوراً بالربيع العربي وهو اسم أمريكي يعرفه الجميع أثبتت بالدليل القاطع ذلك ولكن تلك الأحداث وبغض النضر عن رأينا بها فقد أثبتت لنا كما قلت إننا حتى الآن كأمة غير قادرون على تحمل المسؤولية لأسباب يطيل شرحها ، لذلك لابدّ أن نمر بالصيرورة التاريخية وما مرّت به الأمم الأخرى التي تقدمت ورسّخت الدولة المدنية بها ولا يعني هذا الخضوع للديكتاتوريات الموجودة ولكن أيضاً لا نريد التغيير بأي طريقة وأي ثمن رغم أن هناك ما يمكن أن يميّزنا كأمة أكثر من الأمم الأخرى من ناحية الموقع أي الجغرافيا والأحداث أي التاريخ المشترك ثم التطوّر الطبيعي للحياة والثورة العلمية التي وصلت إليها البشرية وقد تكون لصالحنا إذا ارتقينا لمستوى الأحداث والمسؤولية معاً والتغيرّات التي تمر بها البشرية ما يجعلنا نكون أكثر تفاؤلاً بالعام الجديد وحتى بكل يوم جديد فهناك تاريخ لأمتنا طويل في النضال والكفاح من أجل الحرية وطلباً للحياة والكرامة الإنسانية .
 
العام الماضي الذي ودّعناه لم يكن كلّه سيئاً فيكفي أن نشعر على مستوى الوطن وبعد الأحداث الإرهابية المجرمة التي عانى منها وطننا الحبيب من خلية اربد إلى حادثة الحدود الشمالية إلى حادثة البقعة والكرك التي نتمنى أن تكون الأخيرة وكل هذه الحوادث الإرهابية تثبت حتى الآن بأن الإرهاب الأسود المجرم مكشوف ولا حاضنة شعبية له وإن كانت سياسة الحكومات المتعاقبة منذ جريمة وادي عربة للأسف تعطي أرضاً خصباً للإرهاب والفكر الضلالي والذي حتى الآن لا حاضنة شعبية له بفضل وعي شعبنا له وليس بفضل الحكومات وسياستها الاقصائية والمحرضة للأسف على الإرهاب .
 
 ولكن ما نحذر منه أن الظلم والقهر وغياب العدالة الاجتماعية وإقصاء الشعب وإبقاءه تحت وصايا الأخ الأكبر فإنا واقعنا للأسف ينطبق عليه وصف الكاتب البريطاني الشهير جورج إيرول الأخ الأكبر بروايته الشهيرة 1984م والذي يتخيل كيف سيحكم العالم من قبل قوة اجتماعية تدعي وكأنها  الأخ الأكبر وتكون وصية عليك في كل تحركاتك ، لذلك نريد أن نطمئن على وطننا وأجيالنا القادمة بعيداً عن وصايا الأخ الأكبر ونحن نستقبل هذا العام مودعين العام الماضي بكل ما له وما عليه كما أن النصر العسكري والسياسي الذي حققته الدولة الوطنية بسوريا بهزيمة الإرهاب في حلب وغيرها من المدن السورية التي أثبتت الأحداث إنها كانت مخطوفة من الإرهابيين وقد عبّر عن ذلك رجوع النازحين من حلب وغير حلب ، وأيضاً هزيمة الإرهاب في العراق رغم فداحة جرائمه وإعادة الاستقرار للبنان بعد انتخاب أحد أبرز جنرالاته الوطنيين وهو الرئيس ميشيل عون الذي أصبح رئيساً للدولة ، كما هزم الإرهاب في تونس والجزائر ، وشهد العام الماضي أيضاً اندحار الإرهاب وراعيه ومموليه في الجزيرة العربية وأسياده الأمريكان على مستوى العالم ، لذلك لا يسعنا إلا أن نتفاءل بالعام الجديد ونحن في أيامه الأولى ونتمنى من الله أن يكون عام خير ومحبة وسلام وليس استسلام وتبقى أقطارنا العربية موحدة ووطننا الأردن آمناً مستقراً مع يقيننا وإيماننا بالوحدة العربية مستقبلاً التي ستكون هي لا سواها مفتاح دخولنا التاريخ كلاعبين أساسيين وليست ساحات لعب للآخرين وكل عام وأمتنا وشعبنا بألف خير .
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد