ما علاقة رقصة الدحة السعودية بمعركة ذي قار ؟

mainThumb

09-01-2017 12:04 PM

السوسنة - في الوقت الذي كانت فيه الشجاعة والبسالة هما موطن الفخر لدى القبائل في السعودية، كان البعض الآخر يتفاخر بتاريخ "رقصة الدحة"، حيث يربطها بمعركة "ذي قار" التي انتصر فيها العرب على الفرس في ذاك الحين.

 
وعلى إثر تلك القصص أنتجت العديد من الأفلام الوثائقية، التي تربط "رقصة الدحة "بمعركة ذي قار بين العرب والفرس.
 
إذ يعتبر البعض بأن "رقصة الدحة" نشأت بعد أن خرجت مجموعة صغيرة من العرب على جمالهم ، وأثناء نزولهم للمبيت ليلاً وبعدما حل الظلام الدامس سمعوا أصواتاً قريبة منهم.
 
وحين ذهب أحدهم ليستكشف، وجد جيشاً يفوقهم عدداً وعدة ولا يمكن مواجهتهم، كما علموا أن الجيش قد أرسل من يكتشف أمرهم فعمدوا إلى الحيلة وذلك بالهدير مع الجمال بأصوات قوية.
 
الجيش اعتقد أنهم جيش جرار لكثرة أصوات جمالهم التي لا يقطعها طول الليل والمسافة فتركوا المنطقة لهم وسلموا بالحيلة.
 
 
ربط الدحة بذي قار
 
المؤلف والباحث التاريخي في الأنساب عبدالله بن عبار أوضح في تصريحات لـ "هافينغتون بوست عربي"، بأن ربط "رقصة الدحة" بمعركة ذي قار رواية شعبية لم يثبت صحتها، وانتشرت في هذا العصر ورسخت في أذهان العوام وهي "لا علاقة لها بالمعركة بتاتاً".
 
وقد كتب ابن عبار مقالات وكتباً عديدة، متتبعاً فصول معركة ذي قار وهي قد شرحت في أهم المراجع العربية ولم يرد لها ذكر للدحة وحيث أن المعركة حدثت قبل عام الهجرة بعشر سنين فمن الصعب أن تكون رواية منقولة منذ 1455 سنة دون أن تدون بكتاب، بحسب قوله. 
الدحة مجرد لعبة
 
وبحسب ابن عبار فإن "الدحة مجرد لعبة ليس لها أي تاريخ وهي مثل القلطة والعرضة والدبكة، وليست مختصرة على قبيلة معينة بل تلعبها جميع قبائل الشمال في الأردن وفلسطين".
 
ومن القبائل التي تلعبها عنزة والشرارات والحويطات وبني عطية وبني صخر والعظامات والشرفات والمساعيد والعجارمة والعدوان والحجايا والسردية وقبائل كثيرة وهي خاصة بالبادية.
 
 
نشأتها
 
تعود نشأة هذه الرقصة إلى قصة متداولة "أن هناك قافلة من قوافل الحجاج كانوا قلة وشاهدوا لصوصاً يراقبونهم وهم نائمون بالليل وأوجسوا منهم خيفة، واتفقوا أن يقوموا بالتصفيق وإصدار أصوات كهدير الجمال لكي يعرف الحنشل أنهم كثيرون فيخشوهم.
 
وفعلاً نجحوا في طرد اللصوص بهذه الطريقة ثم انتشرت الدحة كرقصة شعبية، أما من يربطها بمعركة ذي قار فهو على وهم لأن معركة ذي قار مشروحة كل تفاصيلها بكتب التاريخ ولم يرد خبر عن الدحة".
 
 
الانتصار كان بالسيف
 
معركة ذي قار كما أوضح ابن عبار شارك فيها قبيلتان من ربيعة وهما بكر بن وائل وعنزة بن أسد، وذلك بعد أن هاجمهم كسرى وقاتلوه وهزموا جيشه وانتصروا عليه ليس برقصة الدحة بل بالسيوف والرماح وعزائم الرجال وشجاعتهم.
 
ويتابع "أقطاب معركة ذي قار محددون على القبيلتين فقط والقطب الهام والرئيسي في معركة ذي قار هو قبيلة بكر بن وائل، والتي لا يعرف منهم أحد الدحة وهم لهم تاريخ في عصر الدول المتعاقبة من عصر الأمويين إلى عصرنا الحاضر موجودون بكثرة ولا يعرفون الدحة، وقبيلة ربيعة في العراق وإيران من أكبر القبائل ومعظمهم من بكر وتغلب أبناء وائل بن قاسط ولا تعرف عندهم الدحة منذ تكوينهم إلى هذا العصر". 
 
طريقة أداء الدحة
 
الباحث التاريخي في الموروث الشعبي السعودي محمد السبّيل، اتفق مع ابن عبار، في نفي الرابط بين معركة ذي قار ورقصة الدحة وقال لـ"هافينغتون بوست عربي": "رقصة الدحة عبارة عن أهازيج وأصوات تشبه إلى حد كبير زئير الأسود أو هدير الجمال".
 
وتؤدى الدحة بشكل جماعي، حيث يصطف الرجال بصف واحد أو صفين متقابلين ويغني الشاعر المتواجد في منتصف أحد الصفين قصيدته المغناة والتي تشبه" الهجيني" يردد الصفان بالتناوب، البيت المتفق عليه سلفاً بالتدرج بين كل بيت شعر يلقيه الشاعر وغالباً هو البيت التالي: "هلا هلا به يا هلا.. لا يا حليفي يا ولد".
 
وتتنوع القصائد من المدح والفخر إلى الذكر وحمد الله والفرحة والغزل، وتؤدى بأسلوب قصصي هو جوهر ما تم الاجتماع عليه كموضوع قصصي سردي لديار أو هجاء أو مدح.
 
وأشار السبّيل إلى أن حركة "الدحية" تأتي في آخر القصيدة ويستعمل التصفيق كلون إيقاعي، يتميز بالحماس في أدائه الحركي ويتطلب للمشارك فيه أن يوفق بين أدائه الحركي والنفسي حتى يتمكن من مجاراة باقي المشاركين. ويسمى شاعر الدحية بالإبداع وقصيدة الدحية تعرف لدى الآخرين بالبدعة.
 
هافينغتون بوست عربي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد