إلى كل عاق لوالديه أقول

mainThumb

12-01-2017 03:02 PM

 لا بد من إعادة النظر في تصاميم بيوتنا فهي مازلت ثلاث غرف إحدها ماستر للخصوصية ورفد المجتمع بالمزيد ممن يلوثون الجو والثانية للأولاد والثالثة للبنات ويتوسطها غرفة المعيشة التي نلتقي بها وقلوبنا شتى حاضرين في الجسد فقط , أتسائل أين حظوظ أبائنا وأمهاتنا من منازلنا ولماذا لا نخصص لهم غرفه فيها لتزيد البركه في حياتنا ومعيشتنا وكأننا نسينا أمر الله سبحانه وتعالى بقوله في محكم التنزيل (  إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ ) إذاً المفروض أن يبلغا الكبر والكهوله وهم مقيمي عندك .

 
قابلت صديق لي فوجدته مهموماً محزوناً متبرماً وكأنه يحمل كل هموم الدنيا على رأسه فسألته وألححت عليه بالسؤال أن يخبرني بما يشغله فأجابني أمي فقلت خير إن شاء الله أرجو أن لا تكون  مريضه فقال لا ولم يحمد الله فقلت ما المشكله إذاً ..؟  قال شقيقي الأكبر أحضرها اليوم إلى بيتي وليس دوري لتقيم عندي هذا الأسبوع  وألقى أغراضها وتركها عندي وأنا مشغول ولا وقت لدي , عند رده هذا أحسست وكأنه ضربني بألف حذاء على وجهي بجوابه المبتور العاق .
 
من الجميل جداً أن يكون لديك منزل جميل به أرقى المفروشات وبأجمل التصاميم أو أن يكون لك أبناء تأنس بهم وأن تكون لك زوجه جميله مطيعه تكملك و أن يكون لديك سيارة فاخرة جديدة لكن تأكد لن تزدان هذه النعم ولن يبارك الله بها بدون أن يكون لك أم أو أب تزين هذه النِعم فتُقبل رؤوسهم وأياديهم وأرجلهم كل صباح ومساء فهم أجمل هديه من الله إليك يهدونك دعواتهم بالهدايةِ والرضى والنجاح لكَ ولعائلتك .
 
أجمل الصباحات عندي هي تلك التي أسمع بها صوت والدتي أو أقابلها فتمطرني بأدعيتها البسيطه الله يرضى عليك ويوفقك وعيلتك ويستر على بناتك ويكفيك شر اللايذات ويعطيك حسن الخلق والإيمان فأشعر وكأن بركات السماء تتنزل  وتهطل علي كالمطر الجميل الخفيف الذي ينعش الأرض بعد موتها . 
 
يعيب علي ويستهزئ بي البعض من معارفي وأقاربي عندما يعلمون أنني أقبل قدمي أمي كلما أقابلها ولكن أقول لهم والله عندما أقبل قدماها أو رأسها أشعر وكأنني أملك مفاتيح الدنيا فلا يوصد باب بوجهي أبداً ويجعل الله لي من كل هم فرجا وما  البسط والسعاده والراحه التي أعيشها إلا ببركة والدتي ودعائها لي فلنستثمر جميعاً ذاك الباب قبل أن يغلق بموتنا أو موتهم وقدمت موتنا على موتهم لأننا نحن الأبناء أنانيين فأول دعاء لهم من قبلنا عندما يكبرون هو اللهم أحسن ختامهم .
 
الكاتب : عضو جمعية الكتاب الإلكترونيين الأردنيين 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد