يوميات مواطن عربي - د. عبدالعزيز جروان

mainThumb

12-01-2017 06:20 PM

اليوم الأول
الفراغ
كم منّا نحن العرب يعاني من فراغ؛ فراغ فكري، وفراغ روحي... فيلجأ بعضنا إلى التنفيس عمّا يعتريه كل على هواه؛ التفشش بالأضعف منه، اللجوء إلى وسائل الضرر الصحي؛ من دخان، وأرجيلة، وتصل ببعضنا إلى تعاطي المخدرات! وهناك من يقضي ساعات طويلة مقابل شاشة التلفاز، وعلى الإنترنت، وعلى وسائل الاتصال الاجتماعية المختلفة!
وهناك من يشاركني تمضية فراغه الطويل في الأكل، والآن سأذهب إلى المطبخ؛ كي أصنع لي طبقا من الطعام ، وأصب جام غضبي عليه...!
 
اليوم الثاني
النفاق الاجتماعي
نجح صديقنا في دراسته، وتخرج من الجامعة، وجلس دون عمل سبع سنوات عجاف؛ كان سخرية مجالس عائلته! أبو الشهادات، أبو الشعر، الهامل.. ومصطلحات أخرى.
ولم يكن أحد من أقاربه يوقره أو ينظر إليه كأبناء عمومته الذين يعملون عمالا في كثير من الأعمال الحرة، وإذا ما ذهب يوما إلى المجلس؛ ليشهد مجالس الرجال، جلس بالقرب من الباب، حيث الأحذية ملقاة هناك!
وذات يوم جاءت إحدى الشركات العربية الكبرى، وأخذت بعض المتفوقين الذين تقدموا لها، وسافر إلى السعودية، وراح يرسل إلى والده الريالات، التي باتت قبلة أنظار الآخرين من قرابته ومعارفه.
وفي إجازته الأولى، جاء لزيارة أهله؛ فخرج ذكور العائلة كبارا وصغارا؛ يستقبلونه ويرحبون به.
وإذا ما زار مجلس العائلة، أجلسوه في الصدر، وراحوا ينافقونه بشتى مصطلحات النفاق.
فقام أحد الجالسين وقال: " الله يمسي ريالاتك بالخير يا أبا سعود"
 
اليوم الثالث
 
الأخوة!
لماذا نحن العرب والمسلمون نقبل التعايش مع اليهود والغرب؟ ونفخر بصحبتهم، ونتمنى ونحلم وندعو الله في صلواتنا أن يقبلوا بنا، ونرقص معهم بالسيوف التي أغمدت، إلا عن رؤوس الأخوة أنفسهم! ولا نقبل نحن السنة والشيعة هذا التعايش!
لقد نجح المتربصون بنا في زرع الفتنة بيننا؛ لأمور في أنفسهم؛ ولم يكن أبدا الخلاف في المذاهب سببا يوما للصراع، والتناحر بين الأخوة! وإنما هو صراع سياسي يستثمره الجالسون على الكراسي للبقاء عليها. 
ونحن الشعوب الأداة التي يستخدمها هؤلاء السياسيون؛ لخدمة المشاريع الاستعمارية.
وقد حدثني أحد الأصدقاء الذي عمل في مصنع غربي -ذات يوم- أنّ إدارة المصنع -رغم بساطة منتجهم- إلا أنهم يضعون خططا وبرامج لسنوات عديدة، يعملون على تنفيذها، فكيف هو الحال في دوائر صنع القرار في أمريكا، وغيرها من الدول التي تعشق استعمار الآخرين، ألا يوجد لهذه الدول مخططات وبرامج يعملون عليها؟ 
وهؤلاء ليسوا في عجلة من أمرهم، ليقطفوا ثمرة نجاحهم؛ لأنهم يحببون استمرار وبقاء الصراع والمذابح في بلادنا أطول وقت ممكن؛ يجربون أسلحتهم الجديدة بنا، ويبيعونها للحكام الزعران الذين سرقوا خيرات الأمة لجيوبهم الخاصة، ويقتل بعضنا بعضه الآخر، وفي هذا تسلية وفرح للآخرين بنا!.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد