الخالي من الرصاص - عبدالهادي شنيكات

mainThumb

16-01-2017 11:38 AM

 ومع حزني الشديد وأسفي المستمر لحالٍ وطنيّ بائس ، ينسف بكل تجبّر أيّ بصيص أمل في إصلاح دولة تشير كل القراءات أنّها  على حافة بين الجمود والسقوط  ،وعاجلا أم أجلا سينكشف الأمر للجميع  ، أقول أننا نحن الأردنيون لا نستحق كل هذا الذي يحدث لنا ، بحق أننا ظُلمنا وأوذينا ... ولعلنا يوما ما و بعاطفة الفزعة  ولأسباب تعددت أهدافها  وتخبطت مساعيها  كنا قد أجهزنا - دون أن ندرك- على أخر نفس كان يمكن أن ينصف هذا المكون الصبور المكافح  ، الكريم المانح و الصامد المعطاء....

 

ففي محيطٍ أُقْفِلَ  فيه محضرُ الخروج العامعلى مفردات الانحراف والردة والإرهاب ، ومتى كان الرأي السديد و النصيحة محل استهزاء وسخرية  لدى جانب المقرر ، والنقد تطاولا و جرماً  شُرّعت لصده وتكميم أفواهه  قوانين السجن والنفي  ، يكون الانهيار الأخير مسألة وقت ومعادلة لا تقبل الحل بأثر رجعي ... 
 
وبالرغم من الفضاء العاج بعبارات الحكمة وجمل الفكر الحر ، ما زال البعض يتحدث  وبإسهاب عن التعديل الوزاري الأخير ، وقد أدركنا منذ زمن بعيد أنّ هذا ديدن الساسة ، وما هو موجود في أحد المغلفين الذين أعقبهما مسئول سابق لأخر لاحق ، كانا بمثابة توصيات له عندما تشتد الأزمات ، اجرِ تعديلاً وزارياً  يا رعاك الله ، وفي المغلف الأخر طلبا بتحضير مغلفين للقادم الذي سيخلفه ،،،
 
من العجب العجاب أنْ يفاضل البعض بين وزير تربية سابق وأخر لاحق ، أو أخر في الزراعة أو في الداخلية أو الخارجية وجميعهم الخارج والداخل منهم ، امتداد للفشل الذي نتذوق قسوته ومرارته في تعليم أبنائنا و لقمة عيشنا وفي مزارعنا  ومصانعنا و علاقاتنا وأخلاقنا وفي المجهول الذي ينتظرنا ...
 
لكن سؤالا  يُطرح  وفي معرض الحديث عن هذا التعديل ، فهل نفهم منه أنّ بقية الطاقم الوزاري يكملون مهمتهم بنجاح ، ويثبتون جدارتهم في تسلم حقائبهم  ،  وتجنبا لرد سياسي  يأخذنا بعيدا عن الإجابة الحقيقة ، هل هذا  هو الإجراء المتعارف عليه حين تشتد الخطوب وتغلق الدروب على حلول للواقع الاجتماعي الاقتصادي المتداعي عند الجانب الرسمي ، هل هذا يدخل ضمن عمليه الهاء لكسب الوقت ، أم أن هناك هدفا في التعليم يراد تحقيقه او في الداخلية يراد تمريره ...وفي هذا فالأسماء لا تعني لنا شيئا ، لكنها قد توحي بشيء عن أوامر تتطلبها المرحلة القادمة...
 
ولا أدري ما هو الوصف الملائم لما يدور في هذا هذه الوضع المعقد ، والجميع يساهم في هذا السقوط والجميع ينتظر قدرا في علم الغيب علّه يردّ هذا الحصار الخانق ويتصدّى لهذا  الطوفان المغرق ، أقدرٌ أن نحضر هذا الوقت المنتفخ بالفوضى والفساد والظلم ؟ ، وفي ظل عقيدة حسمت أمر إرسال الرسل منذ أكثر من قرن ونصف...من ننتظر ؟
 
الإرهاب الخالي من الرصاص يتناوب وظيفته مسئول فاسد ومشرّع فاقد ، وموضوع أنْ ننتظر من هذا مجلس النواب ليحدث أمراً طيبا بات من المستحيل ، وعلى ذكر ذلك  فأنّي مصدوم بأنّ واحدة من مستحيلات العرب الثلاثة قد باتت حقيقة  الغول ويظهر جليا  في سماء الأردن كالبدر في تمامه والأكثر غرابة ان الإصلاح في الأردن ذهب ليحل محله لتبقى المستحيلات ثلاثة و لنبقى في متسع كبير في استخدام مصطلح  من رابع المستحيلات
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد