الأستانة .. ورسائل الأسد

mainThumb

20-01-2017 05:03 PM

أمل جديد في إنهاء الصراع في سورية عبر عنه الرئيس الأسد من خلال تأكيده أن القيادة السورية مستعدة للتفاوض حول كافة القضايا خلال جلسة المفاوضات المزمع عقدها يوم الإثنين المقبل مع المعارضة المسلحة في الأستانة، كما أوضح لقناة "TBS"  اليابانية عن آماله بأن يشكل مؤتمر أستانة منبراً للمحادثات بين مختلف الأطراف السورية حول كل شيء، وقال الرئيس الأسد خلال المقابلة: "أعتقد أن مؤتمر أستانة سيركّز في البداية،  في التوصل إلى وقف إطلاق النار، والسماح لتلك المجموعات بالإنضمام إلى المصالحات في سورية، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة".
 
اليوم تتواصل اللقاءات والمشاورات بين روسيا وتركيا حول عقد مؤتمر تمهيدي في العاصمة الكازاخستانية بين الحكومة السورية ورموز من المعارضة المسلحة يهدف إلى التوافق والحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي، وقد أكدت سورية إستعدادها للمشاركة في هذا االمؤتمر إنطلاقاً من حرصها على تلبية تطلعات السوريين لإيجاد مخرج لهذه الأزمة مع تأكيدها على إستمرارها بمكافحة الإرهاب أينما كان، توازياً مع تحقيق المصالحات المحلية التي أكدت نجاحها في مختلف المحافظات السورية، ومن هذا المنطلق عبرت سورية عن حرصها وإستعدادها للحوار مع من يؤمن بوحدة سورية أرضاً وشعباً وسيادتها وقرارها المستقل وبما يخدم إرادة الشعب السوري ويلبي تطلعاته في تحقيق الأمن والإستقرار، لتفتح الطريق أمام إمكانية عبور سورية إلى مرحلة سياسية جديدة.
 
تأتي هذه المشاورات  في سياق جهود مستمرة لإيجاد حل سياسي للأزمة المستمرة منذ 6 أعوام، في الوقت الذي تؤكد فيه سورية بأنها على إستعداد للحل والإستمرار في الحوار, من أجل كسر الجمود على صعيد الصراع في سورية، لهذا كشف المتحدث باسم "جيش الإسلام"، محمد علوش الذي سيترأس وفد المعارضة المسلحة إلى أستانة،أن هدفهم من الذهاب إلى هذا المؤتمر هو تثبيت وقف إطلاق النار بالدرجة الأولى، وخاصة في “المناطق المشتعلة” في وادي بردى والغوطة الشرقية وجنوب دمشق، وتسليم سلاح الفصائل المسلحة، وتشكيل كتائب مشتركه من الفصائل والجيش السوري لمقاتلة داعش بقيادة روسية - تركية، بالمقابلاعتبرت الهيئة العليا للمفاوضات، أن الهدنة الراهنة، هى مطلب أساسى لوقف نزيف الدم السورى، وتمثل نجاحها خطوة مهمة نحو الحل السياسى وبناء الثقة، مع التشديد على ضرورة شمولها سائر الأراضى السورية، في هذا الإطار أصبح واضحاً للمتابعين والمهتمبن بالشأن السوري أن الأزمة تتجه نحو الحل السياسي بعد أن دخلت منعطفاً شديد التعقيد بفعل تدخل بعض الدول بشؤون سورية الداخلية.
 
في هذا السياق إن التوافق الروسي التركي الإيراني حول الحل في سورية، يمكن إيجازه بمسألتين أساسيتين،أولهما، فقد إنتهى الرهان على الحل العسكري من خلال ورقة التنظيمات الإرهابية لتغيير النظام في سورية بالقوة، وتجفيف منابع تمويل الإرهاب وسحق التنظيمات والقوى المتطرفة المصنفة إرهابية، بالإضافة الى إدماج الجماعات المسلحة "غير التكفيرية" في المنظومة الأمنية السورية للمساهمة في محاربة الإرهاب والحفاظ على وحدة الأراضي السورية ، وثانيهما رفض أية محاولة خارجية بالتدخل في الشؤون السورية كون مصير سورية ومستقبلها يظل بيد السوريين حتى يتجاوزوا محنتهم القائمة منذ عدة سنوات.
 
في إطار ذلك يمكنني القول، إن كل هذه العوامل والمعطيات تمهد الطريق أمام إنهاء الأزمة السورية لأن المحركين لعناصرها هم الدول الإقليمية والدولية،  لذلك  يعتقد المراقبون للأحداث في الوقت الحاضر إن الأزمة السورية بدأت تأخذ طريقها إلى الحل خصوصاً بعد تراجع أنقرة وحلفاؤها عن مطلب تنحي الرئيس الأسد كشرط مسبق لتسوية هذه الأزمة، إنطلاقاً من ذلك إن الإتفاق الروسي التركي حول مؤتمر الآستانة، يزيد من فرص وإمكانية الوصول إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف، إذ سيفضي إلى تفعيل وقف إطلاق النار وخلق مناخ مناسب لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، و تمهد الطريق لمباحثات جنيف المقبلة.
 
مجملاً.... أن عام 2017 م، يجب أن يكون عام القرارات والسلام والحياة الأفضل للسوريين خاصة بعد أن توصل مختلف الأطراف إلى أن السلاح لن يحسم الأزمة،  وأختم بالقول، إن أعداء سورية وأعداء السلام  واهمون بأن يفكروا ولو لحظة من الوقت بأن بإمكانهم الإنتصار على إرادة الشعب السوري، وواهمون من يحلمون بإستمرار الأوضاع الحالية إلى ما لا نهاية، فسورية ستعود أقوى مما كانت ولن يستطيع أحد أن يجعلها تنحني، وستتجاوز الأزمة التي تمر بها بإصرار شعبها العظيم.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد