أنا اردني .. ! - سامخ الدويري

mainThumb

20-01-2017 05:40 PM

بصوت أجش اصابه الخوف يبدو لاهثا وكأنه هاربا من شيء يلحق به يريد ان يقتله  متعبا كمن يصارع الموت يكاد يخنقه الالم  خشن متوتر تشهر ان به غصة في الحلق تقبض الانفاس، تكاد الروح تخرج من الجسد يخرج بقايا الصوت المخنوق وكانه قادما من قاع بئر سحيق ، ضعيفا مهزوزا ينتابه الرعب وكأن الطير واقفا على راس صاحبه ، تسمعه  بخجل يجيب ذلك المنادي الذي وقف بين الحشود يحمل بين يديه اللائحة ذات اللون القاتم قال : 
من منكم أردني ... ؟
 
تلك صورة نراها  يوميا  ...والكل فينا يكابر اننا لسنا محرومون من هويتنا التي اضاعوها و أردنيتنا التي انتهكوها وحرمونا من لقمة عيشنا التي نهبوها وجعلونا مثلا يقال على كل لسان بعد ان كنا سادة اصبحنا عبيدا نباع ونشترى وقتما يشاؤون ، حتى حقوقنا في ارضنا وبيتنا واسمنا حرمونا منها ، عنوة ولم يكتفوا بل حلوا السوط لنا ان تفوهنا وكان لؤمهم الشديد يحرم علينا ان نعر عن الالم اثناء تهوى السياط علينا ، ان ملائكة الله عندما تعذب كافرا في النار تسمح له ان يعبر عن شعوره  بالألم اما هؤلاء فحرمونا منها ... يا لهم  من طغاة .  
 
 مسكين انت ايها الأردني جردوك من كل شيء بعد ان اوهموك بانك انسان وانك عربي وانك مسلم وانك الشهم وانك النشمي والمضياف، فان ضاقت عليك الدنيا تركوك وقالوا لك من الذي اجبرك على قبول ما انت فيه؟ ، عندما ضاقت لم يعترفوا بعروبتهم وقالوا أي عروبة واي  اسلام هذا ودع الشهامة تنفعك والانسانية تطعمك ولتبقى نشمي ترفع لنا الكوفيات والاهازيج مثل الاراجوز سنتفرج ان كان لدينا متسعا من الوقت تملأ فراغنا بحركاتك البهلوانية نحن بحاجة للترفيه ...! 
 
كانوا يبيعون ويشترون فيك وانت تذبح لهم اخر القطيع  ليتمتعوا ويشبعوا ويناموا على وهد الصوف  الذي اشقيت عمرك وانت تبنيه فنجسوه ولم يبقى عندك حتى ما ياويك مسكين انت انكلت عليك الاعيبهم وحيلهم الرخيصة فتمكنوا منك ومن مؤئلك ومن مآلك حتى من نفسك ! 
 
 هم من طعامك اكلوا ومن ماءك شربوا وبعباءتك اختبئوا وبفروتك احتموا وباسمك تكلموا عندما لم يكن لهم اسما ، اليوم جاء زمنهم  اما  زمانك ولى واندثر ليس ضعفا فيك واني اشهد بل لأنك تملك القلب الطيب  وهم يملكون الحقد ولأنهم اجتمعوا عليك واشتد عودهم  وانت الذي امنت لهم ، باسم الانسانية جردوك من كل شيء صدقتهم لأنك انسان وهم وحوشا غادرة كلاب ناكرة للجميل ،  ورموك باتهامات اوصلتك حتى الســــجون لتقبع في زنازينها متحسرا وقد تصبح نادما لانــــك قلت :
 
أنا اردني .... 
 
لنحا بسلام ... رب اجعل هذا البلد آمنا 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد