بأي ذنب قُتلت - د. عبدالله بطاح

mainThumb

22-01-2017 02:59 PM

 أبو حاتم رجل فقير يكدح ليلا ونهارا طلبا للرزق ليوفر لزوجته وأطفاله أبسط مقومات الحياة"لقمة العيش"، يخرج من بيته مع بزوغ الفجر بحثا عن عمل يجلب له الدراهم. وفي ذات يوم عاد أبو حاتم من عمله إلى بيته منهكا تظهر عليه أمارات التعب فأسرعت زوجته  وأحضرت له (طشت) ماء فاتر وصابونة (مفتاحين) وانحنت أمامه لتغسل له قدميه ولكنه سرعان ما قابلها بوابل من الاتهامات مدعيا أنه لم يعرف طعم الراحة بسببها هي وأطفالها، فأخذ يصرخ في وجهها متفننا بسبها وشتمها وبضربها ضربا مبرحا ولم يكتف بكل ذلك وإنما ضرب الأطفال وعذبهم بطرق وحشية مستغلا ضعفهم وقلة حيلتهم.  فلم تملك أم عياله سوى الصمت والبكاء بهدوء وبعد صبر طويل قررت أن تخرج عن صمتها لتدافع عن كرامتها فقالت له: "اتق الله فينا يا رجل". فاستشاط غضبا وقرر كسر شوكة زوجته المسكينة والانتقام منها فأسرع إلى (المطبخ) وأحضر سكينا فقتل الزوجة، وبعد برهة من الزمن خرج من الغرفة مضرجّا بالدماء وبيده السكين.

 

تقطر دما... قتل أطفالا تفوح دماؤهم برائحة البراءة... وأد صفحاتٍ بيضاء...وقلوبا نقية...وثغرا باسما...وحلما سيتحقق...فأبدل بالربيع خريفا.
 
هذه القصة ليست من نسج الخيال وإنما هي من واقع حقيقي ففي الآونة الأخيرة شاعت جرائم بشعة دخيلة على مجتمعنا العربي الإسلامي قتل النساء والأطفال بدم بارد والقاتل يضرب بعرض الحائط تعاليم ديننا ومبادئه العظيمة، وتقاليد المجتمع وأعرافه.
 
علما بأنّ المرأة تحظى بمكانة مرموقة في الإسلام ولمكانتها فقد نزلت سورة خاصة بها تسمى سورة النساء.
 
وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحرص على حمايتهنَّ من الأذى الجسدي و المعنوي، ويظهر رحمته بهنّ بأكثر من طريقة، وفي أكثر من موقف وكان دائم الوصية بالنساء، حيث يقول لأصحابه:"استوصوا بالنساء خيرا".
 
وقد كان كذلك رسولنا الحبيب يقول:"رفقا بالقوارير".
 
أيها الناس اذكركم بقوله تعالى:"فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ".


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد