دستور روسي لحكم سوريا

mainThumb

27-01-2017 08:59 PM

يبدو أن التدخل الإيراني – الروسي في سوريا له مرام بعيدة وأهداف خطيرة ، فليست القضية عند إيران والمليشيات المرتبطة بها هي الدفاع عن مقام السيدة زينب والتضحية في سبيله أو الدفاع عن العتبات والمقامات الشيعية في سوريا إن وجدت أصلاً ، وليست القضية عند روسيا نصرة بشار الأسد ولا نصب قواعد عسكرية لها في اللاذقية ولا قاعدة " حميميم ".        

                                 

القضية أبعد من ذلك : فمنذ أوائل العام الماضي ظهرت تسريبات صحفية تشير إلى أن روسيا تُعد دستوراً يحكم سوريا ، وبالفعل نُشرت مسودة ذلك الدستور في بعض وسائل الإعلام في أواسط العام الماضي ، وأثناء محادثات " أستانة " الأخيرة التي جرت بين أطراف الأزمة السورية يومي 23 - 24 يناير الجاري ، قدم وزير الخارجية الروسي " سيرغي لافروف " مسودة القرار للمعارضة السورية 
 
وقال " لافروف ":إن مشروع الدستور الذي أعدّته بلاده لسوريا، جاء بعد اقتراحات من حكومة "النظام السوري" و"المعارضة السورية" و"دول المنطقة"،دون أن يسمّي أياً منها              
         
وأشارت المسودة إلى إلغاء صفة "العربية" عن الدولة السورية، لتصبح "الجمهورية السورية" عوضاً عن الجمهورية العربية السورية. وهنا يبرز دور "دول المنطقة" التي أشار إليها لافروف، كطرف في صياغة هذا الدستور، وتحديدا إيران،إذ هي الوحيدة التي لها مصلحة مباشرة بإلغاء صفة العربية عن اسم الدولة السورية        
                                                                                    
وبرز في المسودة الدستورية أيضاً: إلغاء بند الإسلام مصدراً رئيسيا للتشريع ، وإسقاط بند ديانة رئيس الجمهورية حيث ورد في المسودة: أنه يشترط لمن يترشح لرئاسة الجمهورية أن يكون سورياً  منذ الولادة ، وأن يكون قد أتم أربعين عاماً من عمره ،كما نصت المسودة على إلغاء اسم الجلالة من القسم
 
الذي يؤديه رئيس الجمهورية أو بقية السلطات الواجب قسمها لدى توليها منصبا ما، فيصبح القسم بالدستور الجديد هو "أقسم" عوضاً عن أقسم بالله ، كما نصت المسودة على حجز مناصب معينة للأقليات القومية والطائفية                                                                                      
  أيها السادة : هكذا يبدو أن روسيا التي "احتلّت" سوريا فعلاً لا قولا، قد انفردت بالبلد بعدما قتلت ودمرت وشردت بمساعدة حليفتها طهران ، حيث تولت الأخيرة الضغط لإلغاء اسم العربية من الجمهورية، وتفكيك الهوية العربية وتذويبها في تعديلات دستورية ، وتولت موسكو إلغاء خانة الدين من الدستور ضاربة عرض الحائط بكل الجهود السياسية والثقافية للمعارضة والشعب السوري ،ومن وراءه الأمتين العربية والإسلامية بحكامها ومحكوميها ،فالأمر جد خطير وبحاجة إلى وقفة عربية عامة للدفاع  عن النفس ، حتى لا يأتي يوم نقول فيه  : " أكلت يوم أكل الثور الأبيض " . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد