هل يوجد لدينا سياسيون ؟؟!!

mainThumb

05-02-2017 10:07 PM

بدا اهتمامي بالسياسة منذ الطفولة .. في المدرسة .. ليس لأني من عائلة سياسية ..بل بسبب الاتجاهات السياسية لمعلماتي في المدرسة التي انعكست على طبيعة العلاقة بين المعلمات والطالبات من جهة، وعلى الأنشطة اللامنهجية والتي كانت مميزة باعتبارها الطرق الهامة للكشف عن المواهب واستثمار فائض الوقت في بيئة لم يكن فيها حضور لوسائل الإعلام او الترفيه ..
 
كنا في تلك الفترة نسمع أو نقرأ عن بعض الأسماء التي تولت مناصب ومواقع هامة، وكنت اعتقد بعقل الصغار ان هؤلاء الناس "المهمين جدا" هم اناس فوق العادة .. ويتمتعون بقدرات خارقة وإلا لما أصبحوا وزراء أو نوابا أو ...الخ ..وكنت أقول في نفسي لو صادفت هؤلاء الناس كيف يمكن ان اتحدث اليهم بالرغم من أنني كنت متفوقة بالدراسة .. وكنت اتخيل هل بالإمكان ان اكون مثل هؤلاء ..واستبعد الفكرة واعتبرها بحاجة إلى مستوى معين من الذكاء والتفكير ..
 
ومر الزمن .. ومع الوقت باتت تلك الصورة تضعف تدريجيا خاصة مع تراكم بعض المعرفة والفهم لما جري ويجري .. وقد يستغرب البعض اذا قلت ان صورة السياسي في المرحلة الجامعية الأولى اضمحلت إلى حد التلاشي وأدركت أن التقدم ربما لا يحتاج إلى سياسيين بقدر حاجته إلى متخصصين ومخلصين .. بل ربما أن السياسيين هم السبب فيما نحن فيه من ضعف وفقر وتأخر ومشاكل متعددة ...
 
ومع دخول المعترك السياسي أصبحت صورة السياسي هي الأسوأ في "ألبوم " المواقع العامة .. إذ أصبحت مرافقة لمفاهيم منفرة وغير محببة على الصعيدين العام والخاص للأفراد ..
 
وليس سرا إذا قلت بأنني وجدت بعد ذلك الفاصل الزمني الكبير أن بعض الأشخاص ما زالوا يحلون في المواقع السياسية .. ويكررون ذات العبارات البالية رغم تغير الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية .. بل وتبين ان الهالة التي تحيط بالبعض هي ضرب من الوهم .. وتذكرت ذلك القروي الذي ارسل ببعض المواد لإيصالها الى بيت "الباشا" وعندما طرق الباب قال لاهل البيت اريد الباشا لتسليمه ما أحمل، فقال له الرجل أنا الباشا، فتمتم الرجل مندهشا "حسبت الباشا باشا ،وطلع الباشا زلمه" ...
 
ربما الذي تغير فقط هو تحول لون شعر البعض "- للذين لا يصبغون- الى اللون الأبيض وبعض التجاعيد .. وتغير في المناصب وحجم الثروات والاستثمارات والعقارات والأرصدة وحجم أسرتهم التي اصبحت ممتدة وضاربة في أعماق المناصب والمواقع من قبل الابناء والأحفاد والأصهار .. وكميات الأدوية التي يلتهمونها وفقا لجداول محددة وهم على رأس عملهم ويتقاضون بدل اعتلال "معلولية" ..
 
لم يعمل هؤلاء على تحسين الاقتصاد الذي حلوا في إداراته منذ ستينيات القرن الماضي .. ولم يتقدم وضعنا السياسي وقد تقلبوا في السفارات والوزارات والبرلمان والرئاسات وووو..
 
السؤال عندما يغادر السياسيون المواقع او الدنيا كم منهم سيذكره الشعب بانجازاته او بالثناء عليه ...
 
والسؤال الأهم : هل تعتقدون ان لدينا سياسيين في الأردن يؤثرون في الواقع بكافة مجالاته ؟؟
 
بانتظار الإجابة بموضوعية وجدية وهدوووووووووووء ..
دمتم بخير ..
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد