الناس نيام فاذا ماتوا إنتبهوا ..

mainThumb

06-02-2017 10:34 AM

رأيت الناس يضاعفون جهودهم الدينية عقب كل مصيبة يمرون فيها ؛ مثل : المرض أو فقدان  : ( الوالد ، الوالده ، الإبن ، والأخ ، ... إلخ ) .

و ترى الحزن على وجوههم بعد المصيبة ، ويزداد حرصهم على آداء الصلاة ، وبعضهم  يفكر في أداء مناسك الحج أو الذهاب سريعا إلىلعمرة  ، ويتبرعون عن روح فقيدهم بسخاء  ...  فتقول عندها في نفسك :  رب ضارة نافعة ... فالمصيبة ردتهم للطريق السوي ، والفاجعة أيقضتهم من الغفلة  ...  !!!
 
ولكن هذه العزيمة بعد فترة من الزمن تبرد والهمم بعد مدة قليلة تفتر ، وتتلاشى الصعقة وتذهب ارتدادات تلك الصدمة ؛ وقد يتقاعس بعض من هؤلاء عن أداء  الصلاة ويرجعون كما كانوا من قبل  : ( طيش ولهو وعبث  ...  ) ؛ .. . وكما يقولون  : ( رجعت حليمة لعادتها القديمة ) ... !!!
 
هذا واقع حياتي موجود وملموس ... ولكن الإنسان العاقل لن تلين له عزيمة ولن تفتر له همة في كل الأحوال ومهما حصل  ؛ فارتباطه بربه متين وتجارته مع خالقه دائمة ، والجنة والفردوس مبتغاه وغايته ... لإنه يدرك بفطنته بأن الذي أصاب غيره يمكن أن يصيبه ، وهو يدرك بعقله بأن الدنيا جسر سريع و إمتحان صعب تتخلله الإبتلاءآت والفتن والمحن ... والعقبى والظفر لمن جاهد النفس وصبر  ...   والإنسان العاقل يؤمن بأن الموت الذي طوى الأولين سيطوي الآخرين  ؛ ويعلم بأن والديه وأخوته وعشيرته و أسرته ؛ وهو نفسه ... سيتمكن منهم الموت طال الزمن أم قصر  ... ! 
 
وكل حي لا محالة زائل .... وكل نعيم عدا الجنة زائل ... 
 
هذه النظرة الواقعية لتصاريف الدنيا ولتقلبات الحياة ستجعل الإنسان العاقل والمؤمن متهيئا” للقاء ربه دائما” ، وستجعله مستعدا لكل ابتلاء قد يقع  ... فلا مفاجئات في الطريق أمامه ولا صدمات ولا اكتئآب ولا أمراض نفسية أو عصبية  ....  
 
أما  الإنسان الجاهل والبعيد عن خالقه ؛ فإن نظرته لهذه الحياة قاصرة ومحدوده  ، فهو متعلق دائما” بحبال الوهم والخيال ، ويكرر التسويف كل مرة ، ويمني النفس بطول الأمل ... ويريد الجنة من دون عمل  ؛  وبتشبث بنعيم الحياة ، ويلهث خلفها بكل شراهة ... !!! فإن أصابته مصيبة أفاق من غفوته ؛ فإن تلاشىت الصعقة وانته وقع الصدمة عاد مجددا” للهوى وللنفس والشيطان  ...  فتراه يترنح بين الغفلة وبين اليقظة ، وتجده متخبطا” بين الحقيقة والخيال  ... فإن جاءه الموت في ساعة الغفلة ، أكل أصابعه من الحسرة ومن شدة الندم  ... فلا فرص أمامه ولا مهلة ولا عودة ولا رجعة ... رفعت الأقلام وانتهى وقت الأمتحان  ... قال تعالى : حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون  ... صدق الله العظيم .
 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد