ظهور الدجال‎

mainThumb

07-02-2017 09:24 AM

حدثنا عيسى بن هشام قال: رمت بي الأقدار وأنا أتنقل بين الأمصار، الى دمشق عاصمة الأمويين، وأمان الخائفين، ولم يشعر بدخولي اليها أحد، إذ القوم مشغولون بالحرب والقتال، بين بعضهم البعض!! أحزنني وضعها ورثيت لحالها.... فعمدت الى المسجد الأموي أرتاح به قليلا علني أجد فيه مأوى، أو أجد في أكنافه هدى، وصلته عند الظهيرة، وأنا في شدة وحيرة، فبكيت عليها من ألم، لما يعج بها العجم..
 
ثم إني صليت وإلى عمود متوسط توليت... وبعد أن اتكيت، غلبني النعاس فلم أعلم كم من الوقت انقضى على نومي ولا كم بقي من يومي..فأفزعني صوت عالٍ... يصدر من شيخ يتوسط الجموع ويقول بصوت مسموع: ويل للعرب من شر قد اقترب...!! .."ماذا تنتظرون؟ هل تنتظرون إلا مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشرّ غائب يُنتظر، او الساعة فالساعة أدهى وأمر".
 
 خرجت الى الساحة وصرت أستمع اليه، وهو يقول: إنه الدجال، هل تنكرونه، أم تتجاهلونه! إنه قد خرج فيكم، فمن تبعه أعطاه الدنيا ومن عصاه ألقاه في النار..  ها أنتم تتقاتلون فيما بينكم إما ارضاء له أو عصيانا له، وقد ظهرت الفرق التي تتبعه، والفرق التي تبغضه.. أمركم بأمر الشر فاستجبتم له، ونهاكم عن الخير فامتثلتم له!! وها هو الموت يحصدكم حصداً والجوع يكويكم كياً، وهو ليس رجلا فتقتلونه، ولا جيشا فتحاربونه، انه دولة دجالة وأجهزة حيالة، تسوطكم سوطا، وتلوككم لوكا، تحمل إليكم المال، وتقاتلكم بالرجال، من تبعها أمّنته ومن خالفها قتلته... سَطت على بلادكم فاحتلتها، والى أجيالكم فامتهنتها، تحارب دينكم وتنمي الخلاف بينكم، تدّعي الديمقراطية، وتدفعكم الى الراية العمية، وأنتم حائرون ولتدخّلها منكرون، تتسلون بالأخبار التي يبثها اليكم الأشرار، ولم تصلوا لأمر رشد، وأصبحتم بين جذبٍ وشد.
 
أنتم لا تستطيعون تكفير الأشخاص، ولا يمكنكم قراءة ما تكنه الصدور، لكنكم تستطيعون معرفة هذا من دولة، لها في الكفر صولة وجولة!! وخاطبكم الرسول بمجموعكم لأنه لا دولة لديكم تجيركم، أو إمام يهديكم.. وأنشأ يقول:
 
    لا يصلح القوم فوضى لا سراة لهم / ولا سراة اذا جهالهم سادوا..
 
فقلت والله إنه شيخنا أبو الفتح الاسكندريّ! فشققت الجموع لعلي ألقاه، وأسأله عن حقيقة ما ألقاه. فلم أجد له أثراً، فقد سكت عن المسموع وذاب وسط الجموع..!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد