إلى معالي وزير المالية

mainThumb

07-02-2017 09:31 AM

معالي الوزير : لا أعلم هل لديك حساب على موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك لتتابع من خلاله ردود أفعال وسخط وإحباط المواطن العادي بخصوص تصريحاتك، وبِحَسب ما تناقلتها المواقع الإخبارية الأردنية والتي أطلقتها خلال إجتماعك مع كتلة الديموقراطيه النيابية وألمَحتَ فيها بأن الحكومة ستبدأ في بداية الشهر المقبل برفع أسعار المحروقات ومضاعفة ضريبة خدمات الإنترنت، وكما أشَرت أيضاً إلى أن هناك رجال أعمال من الأردن يُعِدون أنفسهم من أجل المشاركةِ في إعادة إعمار سوريا وأن هذه المشاركه ستعود بالنفع على الإقتصاد المحلي بحوالي 30 مِليون دينار .

 
معالي الوزير : في البدايةِ كل الشكر لمعاليكم على ما تفضلتم به بخصوص سوريا وقرب إنفراج أزمتها والتى عجز عن التكهن بإنتهاء الأحداث بها معظم سياسيي العالم ورؤساء الدول التي لها أيادي فيما يجري بها , هو تصريح قوي نغبطكم عليه وأنا كمواطن عادي سررت جداً به ولقد اعتبرته وعد من معاليكم فَتفاءلت به كثيراً فكم نحن بحاجه لمثل هذه التطمينات والتي لا تصدر إلا من رجل واثق بنفسه وبما يقول وربما لديه المعلومات الأكيده بخصوص ذلك .
 
معالي الوزير : هل تعلم كم هو متوسط دخل مُعظم الأسر الأردنية ... ؟ هل تعلم كيف يُنفَق هذا الدخل ....؟ هل جربت بأن تعيش وأسرتك بدخل شهري بأحسن حالاته خمسمائةِ دينار وببيتٍ مستأجر ...؟ إن كُنت قد علمت وجربت فنحن نبارك بأي خطوة تقومون بها بمضاعفة أي ضريبة فالمواطن الأردني من خبرتكم به يعيش برفاهية، وهو مسرف وَمُبَذِر ومن خوفكم عليه لا تريدون له أن يكون من إخوان الشياطين وإن كنت لا تعلم ولم تُجَرِب وتلك هي المصيبة العظمى فَلِتتق الله بنا فأنت لا تعلم كيف يطوي المواطن بطنه وبطون أبناءه ويومه فلا تقتلوا كرامته ولا تهدروها من خلال سلب فُتات راتبه ودخله والذي هو آخر حِصنٍ بقي له يكذب به على نفسه أنه مازال على قيد الحياه .
 
معالي الوزير : أنا وغيري تأكد أننا عندما نخاطبك لا نخاطبك بصفتك الشخصية بل الرسمية التي وُكلت إليك لتدير شؤون البلاد المالية، فَلن نستجديك ولن نحاول أن نثير عواطفك أو حتى نطرق بابك لنشحد رغيف الخبز لنطعم أبناءنا ، فما عاد هو مع أهميته يُشغل بالنا بقدر خوفنا على بلدنا من قرار قد يُشعل النار في رمادٍ مازالت به بَقيَةٍ من جمر فتنةٍ تنتظر نفخة هواء .
 
معالي الوزير : لم أقرأ يوماً أن أيادي مرتجفة صنعت مجداً وغيرت للأفضل ولم أطالع يوماً أن إقتصاداً قوياً بُني على أساسات هشة كجيب مواطن ضعيف إنما يبنى الإقتصاد على إيجاد بدائل وروافد دائمة وأساسات قوية وبخطط مدروسة تجعل منه بُنياناً صامداً أمام أي تحدي من الممكن أن يُخلخل أركانه .
 
الكاتب : عضو جمعية الكتاب الإلكترونيين الأردنيين
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد