عزاء المرحوم الملك الحسين رحمه الله في صلالة

mainThumb

08-02-2017 11:22 AM

ونحن ما زلنا بالذكرى: متقبلين العزاء برحيل المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، والتهاني بذكرى البيعة لقائد الوطن وحادي ركبه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين أطال الله بقاءه، يطيب لي أن أستذكر مشهداً لن يغيب عن الذاكرة بتقبل العزاء برحيل المرحوم بصلالة – سلطنة عُمان حيث كنتُ محاضراً بالكلية التقنية بصلالة بتلك الفترة؛ وهذه المشاركة جزء من كتابي " الطريق إلى صلالة" الذي ينتظر الظهور بالربيع القادم إن شاء الله. :: 
 
" في عام 1999 فُجع الأردنيون داخل الوطن وخارجه بوفاة الراحل العظيم جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه،  وهنا يـأتي دور القائد للمجموعة وهو الدكتور حسن طنطاوي عميد الكلية عندنا؛ فاتصل بنا طالباً الحضور ومعطياً التعليمات لما نفعل، وعادة ما كان يبدأ بنفسه، ففوجئنا به وقد حجز قاعة كبرى بفندق بين الحافة،  وجهزها بالكراسي ووضعت لافتة كبرى تكفل بها مالياً من جيبه الخاص حيث عُلقت على باب القاعة " عزاء فقيد الأمة جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله"، وقد جهز أيضاً التلفزيونات التي كانت تنقل تشييع جنازة المرحوم بثاً حياً مباشراً من القصور.  وبدأنا باستقبال المعزيين من كافة أبناء القبائل في صلالة ومدراء الدوائر وأبناء الجاليات  العربية الأخرى. 
 
كان عزاء متميزاً على صعيد صلالة، فلم أشهد اجتماعاً أردنياً كهذا طيلة وجودي في صلالة، حيث حضره كل الأردنيين بمن فيهم من نشاهد للمرة الأولى وقد صلينا المغرب ثم العشاء جماعة وأمّنا أستاذ أردني لم أره من قبل ولم أشاهده بعد ذلك، وكان ذا صوت حسن وقرأ من الكتاب الكريم " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل....." صدق الله العظيم.  ما أروعنا نحن الأردنيين! فلم أرى تآلفاً واقتراباً للأردنيين كالذي شهدتُ بذلك اليوم دون تصنع أو مراءاة.  هل نحتاج دائماً إلى حدث عظيم كهذا يزلزلنا لنتحد ونقترب من بعضنا كجسد واحد كما أرادنا الخالق.  لقد وحّدنا الحسين رحمه الله بوفاته كما كان موحدنا بحياته. 
 
ولقد أشعرنا هذا الحضور الكبير للمجتمع العماني بمكانة جلالته كقائد تربطه علاقة أخوية وثيقة بصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وقربنا كجالية أردنية من قلب الإخوة العُمانيين هنا، وليس لدي معرفة بأعداد الحضور ولكنه كان حضوراً يليق بجلال المناسبة.  كذلك حضرت الجاليات العربية جميعها ولم تتخلف أي جالية عن الحضور.  وقد ألقى فضيلة الشيخ محمود غريب (رحمه الله لاحقاً) الإمام بالديوان السلطاني والإمام بجامع المعشني بصلالة كلمة مؤثرة جداً عدد فيها مناقب المرحوم كما سمع عنها؛  وأذكر أنه تحدث عن ضخامة الجنازة للمرحوم وقال أنه يستحقها وقال كذلك أنه لم يشهد جنازة بهذه الضخامة إلا جنازة  الرئيس جمال عبد الناصر مع الاختلاف بين الراحلين كما قال.
 
 وقد ألقى الدكتور حسن طنطاوي كلمة مؤثرة جداً يرثي بها المرحوم، ومن غير رفاق السلاح مع المرحوم من يمكن أن يتحدث عن مناقب الفقيد!!  فقد ذكر العميد (بالجيش الأردني) الدكتور حسن طنطاوي عميد الكلية الفنية الصناعية كلمة ترحيبية بالحضور وشكرهم على الحضور لتقديم العزاء بوفاة سيد الرجال جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه.  لا أخفيكم أنني رأيت الدكتور حسن في ذلك اليوم كبيراً فعلاً. تحية خالصة له أينما كان.
 
 رحم الله الحسين بن طلال وجعل الجنة مثواه ، وعظم الله أجرنا جميعاً، وشكر سعي من حضر للعزاء.  
 
أطال الله في عمر جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين  المعظم. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد