المنطقة الخضراء .. تنتظر ساعات حاسمة قد تُحرقها

mainThumb

13-02-2017 10:48 AM

 بعد احتلال العراق عام 2003 ، وتعميق الطائفية بين المذاهب المختلفة واغراق البلاد بالدمار والتفجيرات الانتحارية وحروب أهلية بغيضة، كان لا بد من يتحكم بخيوط المشهد أن يجد لنفسه مكانا محصناً في بغداد لادارة الدمار، فكان»المنطقة الخضراء».

 
اقيمت في تلك المنطقة العسكرية،المؤسسات والوزارات وشكلت الاحزاب والحكومات وصيغت القوانين التي عززت الفرقة وعمّقت الطائفية، ومنحت لوناً واحداَ في السيطرة على مقدرات الدولة النفطية، لتضيع ثروات البلاد بين «س وص» وتتكدس في البنوك الغربية، بالوقت الذي يحرم فيه الشعب العراقي من أدنى مقومات الحياة الكريمة، فبات مشرداً في بقاع الدنيا، وأسيرا بيد داعش الارهابي، وذليلا بيد حكومة طائفية ، لا ترحم من يخالفها، ليصل الحد الى القتل بالتفجير أو غيره.. ! 
 
نُهبت أموال العراق، وشكلت ميليشيات طائفية بلون واحد ، أساءت للعراقيين وللعراق، فارتكبت جرائم باسلوب داعش الارهابي من حرق وقطع رؤوس.. الخ ، فالجريمة واحدة والضحية واحد، هو المواطن العراقي،اعتدي عليه باسم محاربة الارهاب ، الذي يديره من هو ليس بعراقي.
 
ألم يأت اليوم ، الذي يستفيق فيه المواطن العراقي، بعيدا عن انتمائه العرقي او الديني ، ويدافع عن وطنه بحس سليم، بلا انتماءات خارجية؟، فالعراق يستحق من أبنائه الكثير، الذي يجب عليهم بداية ان يتخلصوا من الطغمة الطاغية، الموالية لأعداء الوطن ، وتنهب ثرواته بلا رادع.
 
اليوم يخرج آلاف المتظاهرين الغاضبين في العاصمة بغداد من أنصار التيار الصدري ، للتعبير سلمياً عن ضرورة تغيير النظام الانتخابي في العراق، وقانونه الذي «دفع الناخبين للعزوف عن الإدلاء بأصواتهم، وكرس الطائفية، ومكن كتل سياسية كبيرة من الهيمنة على المؤسسات الحكومية على حساب الكتل الصغيرة، وسمح بتكرار نفس الوجوه المسؤولة عن الفساد حسب ما قاله زعيم التيار مقتدى الصدر.
 
وشهدت المظاهرات سقوط قتلى وعشرات الجرحى السبت، بينما اطلقت صواريخ الكاتيوشا على المنطقة الخضراء، فيما هدد قياديو التيار الصدري أمس بان الخيارات اصبحت مفتوحة امام الشعب العراقي، في تلميح واضح لاقتحام المنطقة الخضراء، الامر الذي حذر منه الخبراء من اندلاع الفوضى في العراق بشكل أعمق وأعم.
 
معروف عن التيار الصدري موقفه من وجود القوات الاميركية، ومقارعته لها، الى أن وصل الامر الى تصنيف ميلشيات التيار–وفق تقرير أميركي–بالارهابية، كما أصدرت ادارة الاحتلال الاميركي مذكرة اعتقال بحق الصدر عام 2004 أسفرت عن صدامات دموية مع القوات الاميركية أنذاك.
 
كما يعرف عن التيار أنه عراقي أصيل، لا يتبع أية دولة سواء إيران أو أميركا أو أية دولة عربية، وأنه يعمل لمصلحة العراق،أولا وأخيراً، وانتماؤه عربيا، وليس فارسيا، الامر الذي منح الصدر شعبية واسعة في العراق من بغداد الى الجنوب، وجعلته أكثر التيارات فعالية على الساحة العراقية.
 
العراق، يحتاج الى التحرر من براثن الطائفية والولاءات الخارجية، والسيطرة الاميركية القوية والنفوذ الايراني الكبير، يحتاج الى أن يحكم من أبنائه، فان كان هذا التيار قادرا على إحداث التغيير الصحيح، لما لا يدعم ؟، ولما يحارب الشيعة من بعض الدول بشكل مطلق؟، مع أن هناك تيارات شيعية عربية أصيلة يجب أن لا تترك للنفوذ الايراني.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد