و ماذا عن الحب ؟

mainThumb

14-02-2017 10:19 AM

 الحب في هذا الزمن بأختصار نظرة فابتسامة وحب وتعلق ولقاء وشوق  وغيّرة وخيانة وفراق ودموع ورقم هاتف مغلق وبلوك على الفيس والواتس ..!
 
 من عجائب هذا الزمن أن البعض متعطش للحب و لديه فراغ عاطفي كبير إن كان من فئة العمر الشباب او حتى ممن يتقدمون بالسن وأن المواقع التواصل الأجتماعي ساعدتهم في ذلك .
 
و أتعجب على من يستغل الشاب للفتاة بأسم الحب بل يريدون ان يعيش كلاهما دور البطولة في قصة غرامية تشبه تماما إحدى المسلسلات التركية بمئة حلقة درامية خيّالية  بأجواء رومنسية لكن ينقصها المناظر الخلابة و المواقف الأكشن وغيرها لتكتمل القصة إلا أن ينتهي ذاك الحب ، ربما تأثير تلك المسلسلات التركية التي طغت على شاشاتنا جعلت كلاهما  ممثلين لينتهي هذا الواقع بصدمة ضياع الوقت والتسلية فقط .
 
      وبالصدفة شاهدتُ مسلسل بدوي بسيط و جميل جدا رأيت كيف كان يمثلون قصة الحب  كما هي في العادة يذهب الفارس الشهم وهو يركب الحصان الى الغدير ويرى تلك الحسناء ذات الكحل والجمال البدوي ويطلب منها أن تسقية " شربة مي"ّ وتقول له بلهجتها تفضل يا ابن الاجواد و يسألها انتم من أي عرب ويبدأ التعارف ويكتشف انها بنت الشيخ العشيرة ومنها تصبح قصة حب ويكون اللقاء الدائم امام ذلك الغدير ويقصد لها الاشعار وتبدأ الدراما لتنتهي حسب ما يريده المؤلف وربما تنتهي بقتل إحدى الحبيبين ، لكني للآن لم أجد حب يشبه حب المراهقة حينما يتجمّهر عدة طلاب أمام المدارس البنات منتظرين أن يخرجن بالزي المدرسي ليبدأ التصفير  ترحيباً لهنّ ومن ثم تبادل الرسائل الورقيه التي فيها عبارات الحب ، ويبقى حب المراهقة هو الذي لا يُنسى الخالي من الوعي والادراك الذي يتصور لهم أن الحب هو كل شيء في الحياة وينسى فيها الدراسة وبكل براءة يصب تركيزهم على تحسين المظهر ليلفت اهتمام الطرف الآخر ويكتفي بسماع أغاني أليسا وكاظم الساهر بسبب المشاعر الطاغية عليهم ويعتبرها البعض أجمل حب في حياتهم  .
 
       وأعود وأقول بأن الواقع لا يشبه ابدا الصور الخياليّة والدرامية الخاصة بالحب حتى لو  رأينا في مجتمعنا شاب فاجأ حبيبته بخطبتها في الجامعة أمام الطلاب او في إحدى المولات وتجاهل العادات والتقاليد  وللظروف الأقتصادية رأي وللنصيب رأي آخر حينما نبحث عن شريك الحياة ننظر إلى إمكانياته المادية والمجتمعية لنتأكد أن الحب ليس بمشاعر و بعبارات لطيفة و مجاملات الزائفة  ، الحب قديماً كان مختلفاً تماما عن هذا الزمن الذي سبّب لأصحابه المرض والجنون والهجرة المكان وربما القتل وغالبا سبّب في تكوين عائلة وأسرة وأبناء وذكريات جميلة فيه الأهتمام بِلى مُقابل وراحة نفسية  وفيه الخوف الطرف على الآخر والصدق  ، لنجد ان الحب الحقيقي  بين الأزواج لحين أن يشيخوا مهما قست عليهم الظروف و بين الأخوة في ترابطهم وبين الأصدقاء في وفائهم  ، صدقاً كل شيء يتغيّر مع الزمن كم من الحب أصبح كره وكم حالة زواج بأول خلاف تم الطلاق وكم كان فيه الندم ،إن وجدنا الحب الحقيقي فالنتمسك به ولا نجعل مشاعرنا مؤقته ما دام قلوبنا بيضاء في وقت الذي طغى فيه الكراهيه والحقد والنزاعات.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد