غارة جوية تقتل ثماني نساء وطفلا في مجلس عزاء قرب صنعاء

mainThumb

17-02-2017 02:28 PM

السوسنة - قتل ثماني نساء وطفل في غارة جوية استهدفت مجلس عزاء في العاصمة اليمنية صنعاء، في ضربة تسلط الضوء مجددا على معاناة المدنيين الذين يدفعون منذ عامين الثمن الاكبر للنزاع في هذا البلد الفقير.

 
وحمّل المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق واسعة في شمال ووسط وجنوب غرب اليمن، التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية مسؤولية الهجوم الذي اصيبت خلاله عشر نساء ايضا مساء الاربعاء.
 
وفي بيان تلقت فرانس برس نسخة منه، اعلن التحالف انه على علم "بالتقارير الاعلامية التي تنقل عن المتمردين الحوثيين قولهم ان مدنيين يمنيين قتلوا في غارة في صنعاء".
 
واشار الى ان معارك بين القوات الحكومية اليمنية والمتمردين دارت في منطقة الغارة خلال الايام الاخيرة، مضيفا ان التحالف يحقق حاليا في هذه التقارير على ان يعلن عن معلومات اضافية فور توفرها.
 
وقالت مصادر طبية لفرانس برس الخميس ان الضحايا نقلوا الى مستشفيات في العاصمة بعد الغارة التي وقعت في بلدة شراع بمديرية أرحب على بعد نحو اربعين كيلومترا شمال صنعاء.
 
وذكرت المصادر ووكالة الانباء "سبأ.نت" التابعة للمتمردين ان الغارة استهدفت منزل محمد النكعي حيث مجلس العزاء. واتهمت الوكالة الطيران السعودي بتنفيذ الغارة.
 
في موقع الغارة، يبدو المنزل المبني على الطريقة التقليدية، بقناطره وحجارته الزرقاء، مدمرا بجزئه الأكبر ولم يبق منه سوء قسم بسيط، بحسب ما افاد مصور فرانس برس. 
 
وتوزعت بين بقايا حجارة المنزل الواقع في منطقة مفتوحة، ابواب والواح خشبية وملابس وفرش وأغراض أخرى.
 
وقال صاحب المنزل ان العزاء كان بشقيقه الذي توفي الاحد الماضي.
 
وروى النكعي الذي قتلت زوجته في الغارة "ضرب الطيران وهربت النساء. عثرنا على اربع نساء قتلن في البداية، وكانت هناك اخريات تحت الانقاض"، مضيفا "انه عدوان همجي وبربري وغاشم".
 
وقال المبعوث الاممي الخاص لليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد "كل يوم يقتل مدنيون في اليمن، بهجمات عشوائية (يشنها) جميع أطراف النزاع على مناطق سكنية، في تجاهل تام لقواعد القانون الإنساني الدولي".
 
وأضاف "الهجمات على المدنيين غير مبررة، بغض النظر عن الظروف. ويعيش النساء والأطفال خصوصا معاناة لا توصف في هذا النزاع الوحشي. هذا يجب أن يتوقف فورا".
 
بدوره قال منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في اليمن جيمي ماكغولدريك "ذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مجالس العزاء بغارات جوية، كما أنها ليست المرة الأولى التي يقتل فيها النساء والأطفال في التجمعات المدنية كالمستشفيات والمدارس والمنازل الخاصة". 
 
وتابع "أشعر بالفزع من أن تتسبب مثل ذه الخسائر المأساوية في الأرواح في زيادة تصعيد الأعمال القتالية والعنف خصوصا بعد ورود تقارير تفيد بإطلاق صاروخ باليستي على منطقة عسير في المملكة العربية السعودية ردا على" الحادثة في مديرية أرحب. 
 
- تحقيق و"قائمة عار" -
في تشرين الاول/اكتوبر، استهدف مجلس عزاء بغارة في صنعاء، ما تسبب بمقتل 140 شخصا. كما تسببت غارة جوية في 10 كانون الثاني/يناير وقعت قرب مدرسة بمقتل طالبين هما إشراق (11 عاما) وشامخ (19 عاما) وإداري وإصابة ثلاثة اطفال، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.
 
وسبق ان نددت مجموعة منظمات غير حكومية بما اعتبرته جرائم حرب نسبت للتحالف بقيادة السعودية.
 
وقالت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير مفصل الخميس حول غارة العاشر من الشهر الماضي "يعزز الهجوم غير القانوني الحاجة الملحة الى تحقيق دولي في انتهاكات قوانين الحرب المزعومة في اليمن وانهاء مبيعات الاسلحة للسعودية وإعادة التحالف الى +قائمة العار+ الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة والخاصة بالانتهاكات ضد الأطفال في النزاعات المسلحة".
 
ونقلت المنظمة في تقريرها عن محمد الرضي، معلم الرياضيات في المدرسة، انه هرع يوم وقوع الغارة مع عشرة أشخاص آخرين الى موقع الهجوم قرب المدرسة.
 
وروى "رأينا أشلاء متناثرة على الأرض، ورأينا إشراق، وقدمها المبتورة. من آثار الدماء على الأرض يبدو أنها زحفت... إلى الجانب الآخر (من الطريق)، وكانت ممسكة بحقيبتها، لكن عندما وصلنا وجدناها ماتت".
 
وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش سارة ليا ويتسن "كم من أطفال المدارس يجب أن يموتوا ويشوهوا قبل ان ترد الامم المتحدة؟".
 
وتشن طائرات التحالف العربي بقيادة الرياض غارات تستهدف مواقع للمتمردين الحوثيين والمسلحين الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح في مناطق مختلفة بينها صنعاء ومناطق مجاورة لها. كما تشن طائرات اميركية بلا طيار غارات تستهدف مقاتلين جهاديين.
 
وشنت طائرات التحالف العربي الاربعاء أيضا غارات على مواقع للحوثيين في منطقة الخوخة في محافظة الحديدة على البحر الاحمر غرب اليمن، ما ادى الى مقتل 15 متمردا وجرح عشرين آخرين، حسبما افادت مصادر طبية محلية وعسكرية.
 
وتسعى القوات الحكومية للتقدم نحو الحديدة بعدما سيطرت قبل نحو اسبوع على مدينة المخا القريبة منها، في مسعى لطرد الحوثيين من كامل المنطقة الساحلية وصولا الى الحدود مع السعودية.
 
واعلنت قيادة التحالف في بيان مساء الاربعاء ان القوات الجوية السعودية اعترضت "صاروخا اطلقته الميليشيات الحوثية من الاراضي اليمنية باتجاه مدينة خميس مشيط" في السعودية الواقعة على بعد نحو 100 كلم من الحدود والتي تضم قاعدة جوية تستخدم لشن هجمات في اليمن.
 
سياسيا، عقد وزارء خارجية دول اللجنة الرباعية حول اليمن والتي تضم السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا اجتماعا على هامش قمة العشرين في بون. وحضر الاجتماع وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي والمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، حسبما افادت وكالة الانباء السعودية.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد