ياخوفي يجينا عجها

mainThumb

19-02-2017 04:09 PM

بات حديث المواطن يوميا هو الغلاء الفاحش وارتفاع الضرائب ووتيرتها المتصاعدة يوما بعد يوم فلم يعد للمواطن البسيط وهم الغالبية العظمى في الوطن يفكر بمستقبله ومستقبل ابناءه فذاك امر بات مستحيلا، وهمه الان كيف يتصرف بما تبقى لديه من فتات ليوزعه على هذه الضريبة او تلك، ولم يعد الامر خفيا او خافيا وبات الجمر يتكشف عنه  الرماد واصبح الناس يغلون في صدروهم وعقولهم.
 
ماجرى في الكرك ليلة الامس هو ارجو الله ان لايكون فتيلا يشعل ازمة لاقدر الله لن تكون الا غضبة جياع ومقهورين وحينها لم ينفع الندم ولا تصح العودة للوراء، ولعل الحكومة مدركة لابعاد تحرك محافظات الجنوب وهي الاكثر فقرا وتهميشا، والاقل استفادة من مواردها الطبيعية التي حباها الله، فمحافظة الطفيلة على سبيل المثال لا الحصر محاطة داخل حدودها بالربعة مصادر وطنية ترفد الاقتصاد الوطني بأغلب موارده من فوسفات وبوتاس ومنغنيز وسيلكا.
الامر  في غاية الخطورة في ظل التأزيم الذي نشهده من حكومة الوطن، فلم تعد جيوب المواطنين موجودة لتمد الحكومة يدها عليها مرة تلو المرة، واذا كان الحل لهذا العام لتحصيل 450 مليون دينار ، فماذا وكيف ستحصل مبلغا اخر مؤكد انه ستحتاجه في النصف الثاني من العام الحالي ، وكيف ستحل مشكلة العام القادم في ظل تنامي الفقر وزيادة اعداد الخريجين وانضماهم لصفوف العاطلين عن العمل ، وتخلي ربما بعض الدول الصديقة عن رفد خزينة الدولة ببعض المنح التي كانت تخفف العبء عن كاهل المواطنين.
 
الدول  في كل ارجاء الارض لاتحل مشاكلها الاقتصادية او التنموية على نظام الفزعة او الحلول الانية، وهي مسؤوليتها امام ولي امرها وقائدها وشعبها ، وعليها ان تنظر في ابعاد كل قراراتها وتتوقع اسوأ الاحتمالات وتبني عليها قراراتها، ولعل واقع حالنا لايبعد عن نظام الفزعة والحلول التي لاتصل في ابعد مجالاتها الا الى جيب المواطنين التي باتت لاتسمن ولاتغني من جوع.
 
الخوف كل الخوف لاقدر الله ان تنفلت الامور من زمامها ليس حبا في الانفلات او رغبة فيه وانما لان الحكومة تدفع بفرض المزيد من الضرائب والرسوم المواطنين الى البحث عن اي مخرج ربما لايكون حكيما للتعبير عن رفضهم هذا العبء واثقال الكاهل المنهك اصلا بكل ماهو غير منطقي او مرغوب او مستطاع، فقد ناء الجمل بما حمل ولم يعد قادرا على الوقوف او الحركة.
 
لسنا احرص من اي شخص على مصلحة الوطن وحمايته من اي عبث  فالظروف لاتسمح ابدا باية مغامرة او قرار غير مدروس، والمتربصون كثر، وفي ظل كوننا البلد الوحيد في وسط  كرة اللهب المشتعلة الذي مازال وسيبقى باذن الله امنا مستقرا فاننا نخاف من عج يغبر وجه وطننا ومانحن الا في مركب واحد لايسمح فيه لاي كان ان يعبث باجراءات سير السفينة لتبقى مبحرة بامان وسكينة، وحمى الله وطننا وقيادتنا وشعبنا انه خير الحافظين.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد