مهاتير محمد الاردن

mainThumb

22-02-2017 10:27 AM

في  اواسط سبيعينات القرن الماضي تسلم مهاتير محمد رئاسة الحكومة الماليزية في بلد كان خط الفقر فيه يصل لنصف عدد السكان، ويعتمد على الزراعة والصناعات الخفيفة التي لم تسعف بلده في تأمين حياة كريمة لمواطنيه، وفي ظرف ثلاثين عاما استطاع هذا الرجل الذي لايتمتع بقوى خارقة ولا عصا سحرية ان يخفض خط الفقر الى اقل من 5% من السكان ويرفع دخل الفرد الى سبعة اضعاف ماكان عليه قبل توليه منصبه فمن 1247 دولارا في عام 1970 إلى 8862 دولارا في عام 2002، فيما انخفضت نسبة البطالة الى اقل من 3% وتحولت ماليزيا الى دولة صناعية تنافس كبرى الدول المتقدمة.
 
في الاردن الحبيب يوجد الف مهاتير ووطني لم يكن ولن يكون عقيما لولادة مثل هذا الرجل الذي لفت انظار العالم باجمع لتجربته في بلاده ، وليس هناك من عثرة لوجود مثله في الاردن الا لان النهج الذي دأبت عليه حكوماتنا المتعاقبة في الادارة والاختيار نهجا غير سليم، فالولاء والانتماء لم يكن لمثل هؤلاء الا ولاءا ناقصا وانتماءا شائبا يتموضع حول فكرة ان المال العام هو اقرب ماتمد يدك اليه، وان الحساب والعقاب ليس الا حبرا على ورق، فمسؤول اليوم فهم من مسؤول الامس ان الشعب وممثليه ليسوا ممن سيحاكومون هذا الفاسد او ذاك رغم ان رائحة الفساد تعج من كل الجهات وفي مختلف المستويات.
 
لقد تكلم قائد الوطن مرارا وتكرارا عن الادارة وتغيير نهج الجلوس في المكاتب والتحول الى العمل الميداني وجاءت الورقة النقاشية السادسة والتي لم يقرأها اي مسؤول قراءة ارادها سيد البلاد فزاد الطين بله، وعادت حليمة لعادتها القديمة ، وبان الثلج من على المرج، وتكشفت مرة تلو الاخرى عجز الحكومات المتوالية عن الاتيان بمن يكون شبيها لمهاتير محمد، وليس من قلة وانما من نهج لم يكن موفقا منذ بداية عهد الدولة الاردنىة في اختيار المسؤولين الذين يناط بهم رفع شأن الوطن والمواطين.
 
اليوم وبعد ان وصل الامر الى منتهاه وباتت الحكومة عاجزة عن خفض الدين العام ورفع الناتج الاجمالي المحلي الى نسب مأمونه وفي ظل تنامي الفقر وزيادة نسبة البطالة لارقام غير مسبوقة، فان الوطن على المحك، فنحن الان احوج اصقاع الارض الى مهاتير والف مهاتير وهم كثر في الوطن، ليقود بفكر ورؤية بعيدة المدى سياسة اقتصادية تتحول فيها كل ارجاء الوطن من اليسار الى اليمين ومن السالب الى الموجب ومن العوز الى الغنى المقبول ومن دولة تنظر للجوار الى دولة ينظر اليها كل الجوار لتكون الدولة الاردنية ماليزيا الوطن العربي بمهاتير اردني بامتياز، لا رئيس حكومة تقليدي لايفكر الا في ماتبقى من قروش معدودة في جيب المواطن، فهذا امر لايمثل ابدا سياسة حكومة قبلت ان تكون وجها لدولة يتزعمها قرشي هاشمي اخجله كل المسؤولون الذين وثق بهم وتوسم فيهم الخير.
 
ادارة الدولة الاردنية ممثلة بحكومتها التي فشلت وعجزت عن مجرد البحث عن تجارب ناجحة لتقلدها او لتتعظ منها، عليها اليوم اكثر من اي وقت مضى ان تتحرك وسريعا لتقول انها عاجزة او ان تتحمل مسؤولياتها امام مليكها وشعبها وليست قلة الموارد حجة او عذر فاليابان ليس لديها موارد كما عندنا بل لدينا ماهو اكثر من اليابان، فالانسان الاردني هو كنز الوطن ومحفظته الوطنية، وقادر على صنع المعجزات لان ضمانته انتماءه وولاءه ووجود قائد لايمل ولايكل من التطواف من اقصاها لاقصاها في سبيل رفعة الوطن وكرامته.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد