طقوس شتوية - مصطفى الشبول

mainThumb

25-02-2017 01:43 PM

مع المسويّات دق أبو فليح تلفون على جاره فلاح وسأله : شو بتعمل يا حجي ، قال فلاح: والله قاعد عند الصوبة بسخن خبز وبوكل مع زيت بلدي وشاي، ومتلهمد بالفروه من البرد وبتفرج على برنامج الحيوانات على القناة الوثائقية...فليح أعجبه طقوس وأحوال فلاح وحاول يقلده ، نادى: يا أم فليح هاتي الفروه وروحي ركبي شاي وجيبي صحن زيت وكيس الخبز خلينا نسخنهن على الصوبة ... وقال لأبنه فلاح (اللي قاعد بتفرج على مباراة ريال وبرشلونة ) :حطّ على برنامج الحيوانات على القناة الوثائقية أحسن من السوالف لمشلخه تاعت الفطبول...وفعلاً أبو فليح عمل نفس طقوس جاره فلاح بالزبط ، لكن مش عايش الطقوس والأجواء اللي عايشها جاره فلاح ، يعني حاسس الأمر عادي مش مثل ما حكى فلاح..... بعد شوي رجع رن على فلاح وبعد السلام : ها يا حجي شو بتسوي ..، فلاح: والله أسع ركَّبنا صاجية بندورة ولحمه على الصوبة ،وقاعد بتفرج عليها كيف بتستوي (وبتطلع فقاقيع) يعني إشي روعة خاصة مع صوت المطر والرياح وصوت المزاريب ...أبو فليح :صحتين وعافية ، يالله مع السلامة ... بسرعة نادى أبو فليح على أم فليح : خلينا نعمل صاجية لحمه وبندورة على الصوبة ، وفعلاً عملوها لكن ما شعر أبو فليح بالأجواء والطقوس اللي حكاها وعاشها فلاح ، وصار يحكي مع حاله : وبعدين مع هالشغله هاي ...(يعني لولا العيب والوقت متأخر أبو فليح كان بده يسحب حاله ويروح لعند جاره فلاح)...
 
فهذه الطقوس الشتوية الرائعة،وهذه الأجواء الماطرة تذكّرنا بجَلسات من رحلوا عنا ،وصوت صفير الرياح مع ترانيم زخات المطر يعزف ألحانً حزينة تذكرني بصوت أمي...فأجمل طقوس الشتاء هو صوت الأم ووجودها، فهي رائحة المطر ورائحة الخبز و الزعتر ،.... فلن تتصورا كم هي حزينة جلسات الشتاء دون وجود الأم ، ولن تتخيلوا كم هي قاسية و أليمة طقوس الشتاء دون وجود الأم.    
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد