الخيارات الصعبة - زياد الرباعي

mainThumb

26-02-2017 06:08 PM

امام الخيارات الصعبة التي يتحدث بها الجميع ،لا بد من اعادة التفكير بنهج مختلف عما هو متداول، وايجاد بدائل غير الضرائب والرسوم ،التي يستسهلها اصحاب القرار الاعتياديين .
 
فالكلف الاقتصادية المتعاقبة ، لها مؤثرات وردات فعل سلبية ،وبالتحديد على الواقع السياسي الذي لا يتحمل أي هزة ،والامني الذي يجب ان نعض عليه بالنواجذ تحت كل الظروف .
 
ثلاثة امور يجب العودة لها ، واعادة الاهتمام بها ،وخاصة عند تشكيل الحكومات :
 
حصافة سياسية ، وفريق اقتصادي كفؤ ،ورجال اتصال وتواصل مع الناس .
 
وهؤلاء يجب ان تتكامل اعمالهم بعيدا عن التنظير والتعالي والفوقية ،لان هذا الامر موجود منذ فترة في الادارة الاردنية ، وترسخ لدى العديد من رجال السياسة بكافة مستوياتهم .
 
فيأتي السياسي - وحسب قوله- لا يعرف كيف ولماذا جاء ، ويتحجج ان الولاية العامة مسحوبة منه .
 
اما الاقتصادي فكأنه يدير شركة عائلية ، لا يعي نتاج اعماله ،وقراراته المرهقة للموازنة ،وتأثيره الاجتهادي في الضرائب والرسوم على البنية الاجتماعية والمعيشية ،وخاصة الطبقات المتوسطة قبل الفقيرة .
 
اما رجال الاتصال والتواصل الحكومي ،فلا يظهرون الا للتبرير ، فجزء من الاعلام اضحى اعلام حكومة وليس دولة ووطن ، فلم يعد مؤثرا ، ولا يعكس قضايا الناس ومشاكلهم ، بل ساعد على نمو الوسائل البديلة، وسيطرة منابر التواصل الاجتماعي على المشهد ، بكل ما فيه من تشهير وتجريح واشاعات وتشكيك ، لكنه لا يخلو من الجراءة والنبش في خفايا الامور .
 
بعد موجة الاسعار الحالية، وامام الخيارات الصعبة اقتصاديا وسياسيا وأمنيا ، والوضع الذي لا نحسد عليه ، هناك ضرورة لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، واختيار رجال سياسة واقتصاد واعلام - وليس المقصود الوزراء فقط - من القادرين على حمل هموم الوطن والمواطن قبل كل قرار ، اما الاعلام فالفزعة في الحالات الطارئة لا تجد، والمثل يقول " العليقة عن الغارة ما بتنفع " .
 
لان المعادلات صعبة ،فالحلول يجب ان لا تكون نسخة صعبة ايضا .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد