الوطن بخطر

mainThumb

02-03-2017 01:10 PM

 يبدو والله أعلم أن الحكومات الأردنية كلها دون استثناء لا تعرف من الأمانة وضخامة المسؤولية إلا مظاهر السلطة الزائدة والزائفة وهم يعلموا بأنهم خارج التغطية ولا يعلموا شيئاً عن الشعب الذي يتحدثوا باسمه ولعلّ ما يمر به المواطن الأردني من قهر وظلم وفقر جعلته يحن حتى لحكومات ما قبل هبة نيسان المجيدة عام 1989م ، باستثناء حكومة من أسموه بحكيم الحكماء على الأقل في ظل تلك الحكومات لم تسرق مؤسسات الوطن من الفوسفات للموانئ والبوتاس وحتى الاتصالات والقائمة تطول وصولاً لمبنى القيادة العامة بالعبدلي ذات الخصوصية ، وقد كنّا قبل حكومات المحافظين الجدد من الحكومات بلدنا اشتراكية ولكن من غير اشتراكية النظام أما اليوم فمعظم مؤسسات الدولة وحتى أراضيها ذات الخصوصية كالقيادة العامة تمّ بيعها وبأرخص الأثمان والمديونية التي احتجوا بها ارتفعت لأرقام خيالية وزادت ولم تنقص .

 

ومنذ مطلع هذا القرن وحتى الآن والحكومات التي تعاقبت على الدوار الرابع شكّلت وراثة للسلطة فرأينا ابن رئيس الوزراء يصبح رئيس وزراء وابن الوزير يصبح كذلك حتى وصلت الوراثة إلى النواب والأعيان حتى أننا فقدنا الأمل كشعب بأي تطور خاصة بعد أحداث ما يسمى بالربيع العربي حيث زادت غطرسة السلطة بعد خروج الأردن بأقل الخسائر من تلك الأحداث المؤسفة والحقيقة إن الفضل لله أولاً ولوعي الشعب الأردني بمختلف أطيافه ، أما الحكومات فهي على ضعفها وهزالتها وتبعيتها زادت غطرستها وضرب بكرامة الإنسان الأردني وحقوقه عرض الحائط معتقدة إنها وصلت لقناعة إن هذا الشعب لم تقوم له قائمة خاصة بعد أن رأى ما حدث في أقطار شقيقة بحجة الأمن والأمان وهي الكذبة التي يتحججوا بها .
 
من تابع مسلسل رفع الأسعار التي تقوم به حكومة الملقي وهي اضعف الحكومات في تاريخ الأردن والذي طال كل شيء وبشكل جنوني الأمر الذي يدل على الاستهتار بالشعب ومصلحته وتعرية لكل أكاذيب شعبي خط أحمر فإن الفاسدين يريدون تسديد فواتير الفساد والسمسمرة من جيوب الكادحين ولو أن رئيس الحكومة كلّف نفسه ونزل للشارع وشاهد واقع الشعب الذي يتحدث باسمه فقد يخجل من نفسه ويقدم استقالته إذا لم يكن لديه شيء يفعله (وهو كذلك ) ، وقد أصبحت ظاهرة التسول أوضح من شمس آب والأطفال الذين يبيعون كل ما هو خفيف ظاهرة تسول أخرى تلفت الانتباه ، ما نريد ونطالب به حل مجلس النواب الحالي غير الشرعي برأيي وتشكيل حكومات كفاءات (إنقاذ وطني) وتبدأ من جديد ونعرف أن الطريق سيكون أمامها شاق وطويل ولكن غير ذلك سيكون ضرباً من الخيال وسيأتي اليوم لا قدر الله الذي سنبكي كالأطفال على وطن ضاع من بين أيدينا لم نحافظ عليه كالرجال وحكومات الدوار الرابع المعينة لا تختلف عن بعض البعض منذ أول حكومة شكلها رشيد طليع أوائل نيسان عام 1921م وكان رئيس الحكومة يسمى الكاتب الإداري ويرأس مجلس مستشارين للداخلية والعدل والمالية وإلخ ، ولم يكن هناك مسمى وزير كما جاء في مذكرات الملك عبد الله الأول نفسه وما بين الكاتب الإداري (رئيس مجلس المستشارين) رشيد طليع وصولاً لهاني الملقي الذي أصبح مسماه رئيس وزراء لم يتغير شيء للأسف باستثناء حكومة الزعيم الناصري طيب الذكر سليمان النابلسي المغدورة .
نحن ندعو لضرورة الفهم قبل الحكم فالوطن بخطر ... الوطن بخطر.. الوطن بخطر ولا عزاء للصامتين .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد