عذرا يكفي

mainThumb

06-03-2017 09:36 AM

 ليس هناك أقسى عذاباً من أن يفقد الانسان ايمانه بنفسه ، حينما يحدد موعد الرحيل يتهيء أن الناس عبارة عن سراب غير موجودين فلا صوت لهم ! لكنهم اليه ينظرون و يتشمتون ويستهزئون أو يحزنون يقولون كان عاقلا فأصبح مجنون ووجوده على هذه الحياة هو عالة على الجميع  ، مضطرب لا يعلمون أنه للموت يقترب يا ليتهم يتألمون .

      يجلس في غرفته المظلمة يكتب رسالته بعنوان هذيان المجنون على اعتاب الرحيل، و يحتسي  قهوته السادة الأخيرة يشاطر أفكارة الخطيرة ،  فاقد الشعور كأنه مسحور فقد بوصلته في شاطئ الحزن او عداوة مستمرة او هجر او صدمة ! و إنه ليس بغني حتى يخسر ولا فقير بقدر ما يتعب ليخدع نفسه !  يرى العالم شخص واحد كرجل ظالم يتبعه في كل خيباته يشبه حظه السيء لآخر الطريق و نهايته مسدود  .
 
     ويستمر ليكتب يا حكايتي أخبريهم إني في حالة انكسار وجسدي في إنهيار ، ألم مسجون في صدري و ثرثرات في عقلي لكن ضجيج قلبي صمت لأول مرة فدقات قلبي اعلنت عدم التجول  في ارض احبابي و لعائلتي فحنيني للأسف مفقود وهناك قوة تدفعني الى ذاك المجهول لأجد في داخلي رصاصة التي امسك بها الآن أو حبل مشنقتي التي ستحمل عنقي  . 
 
     ليتني في حلم لأصحى من ذاك الكابوس ، اريد حماقة لأُغير واقعي اريد أن اكون المغفل الرجل هزلي ! اريد ان أكون صورة غير متحركة بأبتسامة في وجهي بدلا من حزن عيني ليروني أطفالي فيبتسمون .
 
     أخبريهم يا حكايتي إني لم أتصالح مع نفسي كما تصالح غيري مع انفسهم وكيف يتاجرون بالاحلام والآمال  والعبارات المبتذلة عن الكتب الحكم والمواعظ ! بأن الحياة الوردية هي على بعد خطوة مني وأن الضربة التي لم تقتلني ستجعلني أقوى ليسكن جراحي  واصمت .
 
     وها أنا أذهب الى رحلتي الآخيره فلا رفيق  وأخاً يمسك بيدي كالطفل الصغير فينصحني ليوقض ما بقي مني  فالكل مشغول في عالمه الخاص ولا خيبة تتبدل بآخر لحظة أو حل سحري يبدل مخيلتي وتفكيري ،لم أجد  إلا ذاك الذي كان يجالس بعض وحدتي  الطبيب النفسي الذي كتب على رشيتة العلاج تجاهل ارقص أصرخ أضحك ابكي و إنسى مع بعض ادوية قبل النوم وبعده والمراجعة بعد شهرين  . 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد