هكذا تفهم الحكاية والشهيد باسم الأعرج

mainThumb

08-03-2017 02:22 PM

لم يكن الشهيد باسم الأعرج لقمة سائغة في أشداق سجاني أوسلو، حتى تعبت أنيابهم المتهرئة من مضغها، حين أضرب هذا البطل في غياهب سجون السلطة الوطنية عن طعام الغدر الملوث بالخيانة، فما كان على كلاب الخيبة والعار ( وصف مستعار من مواقع التواصل) إلا أن سلموا الضحية للذئاب الصهاينة المتربصة بالشعب الفلسطيني الأعزل، كي تهرس اللقيمة لكنها عصيت عن المضغ فخيب الشهيد أحقادهم وتركهم عطاشى في يباب الخيبة وهم في جرائمهم يعمهون، وأنشدت بندقيته أشعار درويش لساعات، وهتف قلبه للجهاد في سبيل الله والوطن المغبون، حتى تمازج دمه مع ثرى فلسطين المرطب بحكايات أجدادنا الكنعانيين، فاشرأبت زهرة البطولة إلى شمس الحرية، فواحة بأريج الكرامة وكبرياء القرنفل في قلوب أمهات الشهداء وهن يطلقن الزغاريد.. فيشدو عصفور الجنة الملفح بلون القيسوم والزعتر الأخضر مغرداً بآخر وصاياه لجيل الشباب كي يفهم معنى الفداء والتضحية لأجل وطن بات يتاجر به المطبعون والخونة وينتهك حرمته المحتل الصهيوني، فيغادر الشهيد باسل الأعرج فردوس الوطن السليب محلقاً إلى فردوس السماء.
 
هكذا تفهم القصة من أساسها.. فمشروع السلطة الوطنية الذي يعد من أهم مخرجات أوسلو، إنما جاء ليمهد الطريق أمام الكيان الإسرائيلي حتى يتمكن من احتلال الأرض والإنسان وينطلق حراً في الفضاء العربي المستباح دون أن يطرق الأبواب، هذا بعد أن ألغي بند الكفاح المسلح من الميثاق الوطني الفلسطيني الذي أكله الدود، وتخلص قادة أوسلوا باعترافاتهم المتضاربة، من العقبة الكأداء المتمثلة بالشهيد ياسر عرفات حينما وضع الخونة أجهزة التصنت في مكتب المغدور، وأثبتوا لصديقه خافير سونانا الذي كان يتفانى في حمايته على صعيد أممي، بأن عرفات يدعم الانتفاضة بالسر خلافاً لتصريحاته المعلنة، ومن بعدها حوصر الغضنفر في المقاطعة الشهيرة، لتنتهي حياته بالسم الذي وضع في طعام (خبز الأخوة وملح الوفاء!!!) وآزر قادة السلطة الوطنية الفلسطينية من يومها العدو الإسرائيلي في حصار غزة، وتنعم بعضهم في الفراش مع العاهرة ليفني التي عرتهم من ورقة التوت فما خجلوا، وحرضوا عرب الاعتدال على تطويق غزة، ثم أخذوا على عاتقهم منع كل من تسول له نفسه من الشباب الفلسطيني، رمي قطعان المستوطنين بحجر.. فلا بأس إن تجاوز أولئك الرعاع الصهاينة كل الحدود كما يفعلون الآن في قرية عابود البطلة من انتهاك وتدنيس والتي تقع في خاصرة رام الله حيث يحتسي عباس الكابتشينو، أو يصادرون الأراضي ويستبيحون المقدسات في القدس، لأن همهم فقط هو حماية أمن الكيان المستبد الذي ينتهك عرض الرئيس عباس هذا فيما لو احتسب سيادته العدوان الإسرائيلي المستمر على شعبه !!! جزءاً من كرامته وعرضه!!! 
 
من هنا فقط، ومن قلب مجروح.. أناشد كل فلسطيني حر يؤمن بفلسطين كوطن محتل بالكامل، من البحر إلى النهر، ومغتصب من قبل الصهاينة المحتلين، أن يخشى من احتلال السلطة الفلسطينية أكثر من الاحتلال الصهيوني نفسه، لأنه احتلال صهيوني مُقَنَّعْ ، يباغتنا من الظهر كفافيش الظلام، بتنازلاته المتوالية عن الحقوق الفلسطينية، ومطاردة أجهزته الأمنية للمناضلين في سجن الضفة الغربية، من كل التنظيمات والأطياف، لا بل ويسقطون كل مشاريع محاكمة الكيان المجرم في محكمة الجنايات الدولية، ويمعنون أكثر في التطبيع الشامل مع الكيان الذي حول الضفة الغربية إلى زريبة غير قابلة للحياة.. لذلك ينبغي أن ننتبه إلى أن سلطة عباس الضالة بات شرطاً أساسياً لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ومن هنا فعلى كل قيادي فلسطيني يدعم سلطة العار الفلسطينية حتى يومنا هذا أن يعلم بأن يده ملطخة بالدم الفلسطيني الذي شارك بسفكه عباس وزمرته بطريقة غير مباشرة. وهذا ما أجمعت عليه معظم تعليقات الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي.. ومن هنا أيضاً تبدأ حكاية الشهيد البطل باسل الأعرج.. الذي أعطى نكهة البطولة للنضال الفلسطيني ليتحول إلى رمز لشباب فلسطين في كل أنحاء العالم..
 
فقد كان مطاردا من قبل لاحتلال الغادر منذ عدة أشهر، بعد أن أفرج عنه من سجون السلطة الفلسطينية حيث خاض إضراباً عن الطعام بعد اعتقاله لدى السلطة لأكثر من 6 أشهر، ومنذ لحظة الإفراج عنه أصبح مطاردا للاحتلال وأعجزهم لعدة أشهر.
حتى استشهد باسل الأعرج (31 عاما)، فجر أمس الاثنين الموافق 6 مارس 2017..في مدينة البيرة قرب عاصمة السلطة الفلسطينية رام الله حيث اعتاد عباس السهر على المسلسلات التركية والنوم في العسل، لقد سقط الشهيد بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت منزلاً تواجد فيه الشهيد، واختطفت القوات جثمانه في الوقت الذي كممت فيه بنادق الأجهزة الأمنية الفلسطينية المغلوب على أمرها، بعد أن قاتل الأعرج الصهاينة قرابة الساعتين في منزل قرب مسجد البيرة الكبير. والشهيد باسل معروف بثقافته الواسعة، وحفظه لتاريخ فلسطين عن ظهر قلب، ولديه العديد من الدراسات والأبحاث المميزة في مجال الثورة الفلسطينية، وهو أحد الناشطين الشباب البارزين على مستوى فلسطين حيث كان دائم الحضور في كل المناسبات الوطنية والثقافية والتاريخية.
 
رحم الله الشهيد البطل والخزي والعار لكل خائن مطبع.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد