صحيفة السوسنة الأردنية

حدثني رجل مسن من قريتي ان النساء كانت اذا رأت رجل في التلفزيون غطت رؤوسها  ..

 

وان الرجال كانوا لايفرعون رؤوسهم من الشماغ حيث كان يعتبر ذلك عيبا .

 

وكان الناس يهتمون ببهائمهم مثل اهتمامهم باطفالهم .

 

وكان الناس لايتناولون سوى صنف واحد من الطعام حتى لو توفر صنف آخر كنوع من الرضى والقناعة والصحه .

 

وكانت الروابط الاجتماعية بين الناس قوية تنمو وتترعرع كل يوم من خلال لقائهم كل ليلة من اجل السمر والسهر في منازلهم بالمداوره او من خلال تفقد بعضهم البعض حينما يغيب احدهم فتره من الزمن .

 

وانه لايمكن ان تتعشى اسره وجيرانها جياع .

 

وانه لايمكن ان يكون حصاد عند احدهم دون ان تكون كل القرية تحصد معه .

 

وانه اذا حصلت حالة وفاة عند احد الاسر فطوال مدة العزاء لايسمحون لأهل المتوفي بالطبخ بل يتداور اهل القرية على اطعامهم وليس كاليوم حيث يكلف الناس اهل الميت بالطبخ وعمل الولائم فيلحقونهم عبء مالي فوق حزنهم .

 

حدثني رجل مسن من قريتي ان البساطه والطيبه كانت اساس ذاك الزمن الغابر رغم قسوة الظروف وشح الموارد وعوز الناس لكل شيء إلا عزة النفس .

 

هذا الكلام ليس زمن الصحابه رضوان الله عليهم بل قبل مايقارب 50 سنه .

 

اما اليوم فنحن العيب كله من راسنا لساسنا .