للذين يرفضون نظرية المؤامرة‎

mainThumb

15-03-2017 10:45 AM

 لماذا لم تترك دول الغرب وأميركا، الدول التي اصطنعتها في بلاد العرب والمسلمين، تتطور سياسيا واقتصاديا، وثقافيا؟! مع أن هذا يمكن أن يكون في مصلحتها هي أولا، من حيث أن تجعلها دولا ناجحة تقوم بنفسها، وقد ترفد الغرب بالمال والطاقات وغيرها كما حدث في اليابان وألمانيا وكوريا ونيبال والهند وباكستان، بدل أن تنفق دول الغرب وأميركا والدول التي تدور في فلكها، أموالا بشكل مساعدات وقروض وتنفق على البنية التحتية والتعليم والبيئة وغيرها، وتطلق مؤسساتها لتشرف على شعوب هذه الدول إشرافا مباشرا بوجود تماثيل الأنظمة العاجزة!.

 
وكيف تسكت والحال هذه عن هذه الأنظمة التي تغرق في الفساد، وتتاجر بالبشر والحجر، وتستولي على الهبات والمساعدات والقروض التي تهبها الدول الراعية للشعوب المغلوبة، بل تصرّ هذه الدول الراعية على استمرار هذه الأنظمة المتخلفة ظاهرا المتآمرة باطنا، وتقف في وجه أي تحرك شعبي للنهوض أو لنيل الحرية والتخلص من هذه الأنظمة، لبناء دولة ناجحة، وتحاول التعمية على الشعوب بواسطة أذرعها الأمنية والعسكرية في كل بلد بتغيير شكلي لا يلبي طموحاتهم.
 
هل اسرائيل هي السبب، والمحافظة عليها يتوجب أن يكون شعوب هذه البلاد مشغولون بالحصول على الطعام، ومشغولون بإزالة العراقيل التي تضعها الأنظمة في طريقهم، ومحاولة منازعتها للتحرر منها ما يستنفد طاقتها ويشغلها عن الهدف المنشود، أم أن هناك سببا آخر أبعد من اسرائيل، بل ربما تكون اسرائيل مظهر من مظاهره.
 
نعم هو ذاك، فالشعوب والأمم لا تبدأ من حيث هي، بل تتمثل التاريخ وتفرد له مساحة واسعة من حاضرها سياسيا واقتصاديا، وتتصرف بناء عليه، والتقسيمات الجغرافية والديمغرافية التي تبعث في العالم العربي مستندة الى تاريخ تحسب الدول الغالبة له ألف حساب، ولعبها على هذا الوتر جعلها تنشئ أحزابا وجماعات تستند الى التاريخ اسما وتخالفه سلوكا وممارسات حتى تقطع هذه الشعوب عن تاريخها وحضارتها وتنظر اليها نظرة مريبة، لتتنصل من حضارتها لتسود حضارة الغالب.
 
وبهذا تضمن الدول الغالبة أن لا تعود الشعوب المغلوبة الى حضارتها وتبني دولة قوية، وتضمن بقاء اسرائيل آمنة مطمئنة، على حساب الشعوب وعيشهم وأمنهم ومستقبل أجيالهم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد