طــــــارت البركـة .. !!!

mainThumb

18-03-2017 02:24 PM

عندما زادت الفجوة معيشية الناس ، وانتشرت الطبقية المجتمعية ، وتحكمت المصالح الشخصية في مجرى علاقاتنا الإجتماعية ، وزاد جشع ونهم الأكثرية العظمى من الناس  ... طـــــارت البركة .
 
عندما قطف المزارعون محاصيلهم  ، وكنز التجار أرباحهم ، ولم يلتفوا للمسكين ولم يسألوا عن الفقير ... طارت البركة .
 
 عندما إشتكى البعض منا من التخمة وبحث كثيرون بين القمامة وفي الحاويات عن اللقمة ... طــــــــارت البركة .
 
قبل عقدين من الزمان كانت البركة متجدرة في مجتمعنا ، وكانت آثارها ظاهرة” في شئون حياتتا ...  في تلك الفترة لمسنا البركة في غزارة الأمطار المتساقطة ، وفي وفرة الينابيع المتدفقة ، وفي كثرة المحاصيل وفي نضج الثمرة   ...  في تلك الفترة ؛ شاهدنا البركة في بيادرنا ... عندما جمع المزارع المحصول وجهزه ، ومن رأس الكوم أخرج الزكاة ودفع الصدقة ... 
 
قبل عقدين من الزمان كانت قلوب الناس صافية ، وخلت علاقاتنا الإجتماعية من كل شائبة ... وإحترم الصغير الكبير ، وساعد القوي الضعيف ، وهب الجميع لمساعدة المحتاج ولإغاثة الملهوف ...  في تلك الفترة ؛ زار القريب قريبه ، وتفقد الجار جيرانه ، وأرسل إليهم من طعامه وشرابه . 
 
قبل عقدين من الزمان ؛ كان التصاق الناس بربهم أكبر ، وتذكروه في كل ساعة ، وداوموا على تسبيحه وحمده ... وتذكروه  ؛  ( عند الحزن والفرح و في الرخاء والشدة  ... ) . فان أجدبت السماء وتأخر الغيث دعوا ربهم وأنابوا إليه ؛ فإن سمعوا أصوات الرعد ؛ هللوا لربهم ؛ وإن شاهدوا المطر ، حمدوه وشكروه  ... 
 
ومرت السنين وضعف في قلوبنا اليقين ، وتعلقت قلوبنا بالأسباب وغاب عنها مدبرالكون و المتحكم بالأسباب ...
 
  وبث الناس شكواهم في البرامج الاذاعية والفضائية ونسوا الله ... ، فإن أصابتهم مصيبة أو ضائقة ؛ ناشدوا السلطات وطلبوا من الهيئات والمنظمات المحلية والدولية ... وغاب عنهم مناشدة ربهم القادر والقاهر والقوي العزيز والعظيم ... غاب عنهم من بيده مقاليد كل شيء وخالق الاسباب ومصرف كل شيء  .. غاب عنهم الرحمن والرحيم والسميع والبصير والمجيب للمضطر والقريب ممن دعاه  ..
 
قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) ... فكلما ابتعد الناس عن خالقهم أكثر عانوا في حياتهم أكثر وأكثر ، وكلما تعلقوا بالأسباب الدنيوية ، ونسوا رب السموات والأرض وخالق هذه الأسباب  ... واجهوا التعب والضنك  وخلت حياتهم من البركة  ..
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد