د احمد عويدي العبادي ( أبو البشر , ونمي ) وموقعه عند العبابيد - سالم أبو صنوبر العبادي

mainThumb

25-03-2017 03:01 PM

أينما اذهب وغيري من العبابيد في داخل الأردن وخارجه، ويعرف الشخص او الجماعة اننا من العبابيد/ عبادي، يطرحون علينا السؤال التالي: وشوه يقرب لك د احمد عويدي العبادي، وهو سؤال يلاقيه كل عبادي أردني أينما حل وارتحل في داخل الأردن وخارجه.
 
 د. احمد عويدي بالمقابل رجل متسامح لطيف مهذب راقي يفهم لغة الصمت مثلما يجيد لغة الكلام، رجل متواضع لدرجة يستغربها كل من يلتقيه او يتحدث اليه، كثير القراءة والكتابة قليل الكلام. كلماته تذهب بين الناس امثالا لدقتها وعمقها وتعبيرها العميق عن الحالة، تعب على نفسه وهو مثقف ثقافة عالية، وهو ما اخذ عنه أولاده د. البشر، والدكتور نمي من هذه الصفات وسائر صفاته التي نذكر شيئا منها هنا.
 
د احمد العويدي مستمع جيد ولا يقاطع محدثه، ولا يختلف مع أحد لأنه لا يجادل إذا اختلف مع أي طرف بل يقول: كن على رأيك واتركني على رأيي. ومهما طال مقامك معه لا يستغيب أحدا ولا يطعن بأحد، ويتجنب ذكر الأسماء ويرفض الخوض في انساب الناس واعراضهم وخصوصياتهم رغم معرفته لها، وتبقى اسرارا بينه وبين ربه.
 
وإذا تحدث فانما يتحدث في تاريخهم، ولكنه لا يتوانى ان يعطي رايه علنا وبشجاعة عندما يكون الحديث جادا ووطنيا وضروريا ومصيريا، ولا يهمه ان يختلف مع الاخرين لأنه يرى ان المهم ان يكون رايه صوابا. 
 
رجل لا يثيره الكلام وكأنه لا أعصاب له ابدا، ترى الناس من حوله على نار وهو هادئ بارد الاعصاب، ويعرف ما يريد ولم يخسر حربا في حياته.
 
د عويدي العبادي لا يجامل ولا يجادل، ولا تفارق الابتسامة وجهه حتى في أحلك الظروف، صاحب راي حكيم ورؤيا واضحة لديه مقدرة غير طبيعية على تقييم الأشخاص واستشراف المستقبل، ويعرف الأشخاص والعائلات والعشائر ومقاماتهم وكراماتهم، وينزلهم منازلهم. وهو صاحب فراسة لا يستطيع الكاذب او المخطئ ان يضحك عليه لكنه يتظاهر انه لا يعرف شيئا، ولا يقول الحقيقة في هذا الشأن الا لأولاده البشر ونمي الذين هم أكثر منه مكتومية.
 
لكنه لا يطعن أحدا حتى ولو طعنوه. يحفظ الجغرافيا الأردنية والتاريخ الأردني القديم منه والحديث، حفظا عن ظهر قلب، ويتمتع بذاكرة غير طبيعية وقدرة على حفظ النصوص وكتابتها فهو متمكن من اللغة العربية تمكنا يجعله من المفوهين بالخطابة الفصيحة والشعبية والبدوية بما يضعه في مصاف الخطباء العرب التاريخيين، إذا تحدث اقنع واسمع وإذا ضرب قصم واوجع، وإذا أطعم كفى واشبع.
 
داهية محنك من دهاة السياسة المعاصرة الحديثة، وتفوق بدهائه وحنكته على الانجليز الذين درس السياسة عندهم في جامعة كامبريدج البريطانية، وله مدرسة خاصة في السياسة اسمها مدرسة الصدق والأخلاق رغم ان السياسة ليس فيها صدق ولا اخلاق، لكنه يقول ان الصدق والأخلاق سيتغلبان على الكذب والنفاق ولو بعد حين. والحديث عن ابي البشر يطول ويطول دونما ملل. 
 
د احمد عويدي هو رمز وطني أردني ومفكر ومؤرخ ومعروف وطنيا وعربيا وعالميا، وهو قامة عالية من قامات الأردن وتفتخر قبيلة العبابيد انه منها وانه رمز للعصامية وبناء الذات واستقطاب الناس وانه يشكل قيادة نادرا ما نجد من حولنا لها مثيلا.
قلت هذا لأقول لمن يحاولون عمل مجلس لعشائر قبيلة العبابيد، ان مشروعهم لن ينجح الا إذا تبناه الدكتور احمد عويدي العبادي وهو الذي يحظى باحترام وثقة وتقدير نصف مليون من أبناء القبيلة ويغضب غالبيتهم لغضبه ويفرحون لفرحه دون ان يسألوه عن سبب الفرح او الغضب، لأنهم يثقون به ثقة مطلقة وان أي تجاوز له او مساس به سيكون مشروعا فاشلا لا يفيد من يعمل به الا الجوع والعطش، ومهما بلغوا من مرحلة فان جملة واحدة من ابي البشر كفيلة بهدم بنيانهم الذي بنوه.
 
فهو بالنسبة لشباب العبابيد الاب الروحي والملهم لهم، وللرجال الكبار انه الابن والاخ البار الذي يحترمهم ويتقن الحديث معهم، وهو بالنسبة للأطفال العم الحاني عليهم وعلى اسرهم. فهو بالنسبة لنا ركن وطني راسخ ومتميز، وعمودا متجذرا وعاليا، وحقق مجدا لنفسه وللقبيلة بعيدا عن المال والاعمال، واتاه الله القلم والفكر والدهاء ووضوح الرؤيا والشجاعة والاقدام وعدم الخوف والشخصية القوية الصارخة المؤثرة في الاخرين، والهيبة التي تزداد ولا تنقص ولا ترتبط بالمنصب او الموقع، فهو كذلك سواء اكان في بيته ام في المنصب. 
 
انها شهادة للتاريخ ولا نفي ابي البشر حقه مهما قلنا لأنه شخص من رجالات التاريخ والأردن 
 
تحياتي لقبيلة العبابيد وللدكتور احمد عويدي العبادي (أبو البشر، وأبو نمي) 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد