ذكرى معركة الكرامة وعيد الأم

mainThumb

25-03-2017 10:02 PM

في الحادي والعشرون من آذار مرت الذكرى الــ49 لملحمة يوم الكرامة الخالد الذي سطره الجيش الأردني البطل والفدائيين الفلسطينيين البواسل بقيادة الفريق الذهبي البطل مشهور حديثه الجازي ومثل ذلك الانتصار ضربة موجعة للعدو الصهيوني الذي امتلأ غرورا وتكبرا بعد عدوان حزيران الأليم عام 1967م ، وبالغ الاعلام الصهيوني العالمي في بطولات الصهاينة بحرب الأيام الستة  لدرجة اصدار الكتب والنشرات بكل لغات العالم التي تحدثت عن الجيش الذي لا يقهر ومن أبرزها ذلك الكتاب التافه المزور الذي عرف باسم (أسد سيناء) ويتحدث حول ما اسماه اسطورة وبطولة موشي ديان في ذلك العدوان ، رغم أن حرب حزيران لم تكن معركة بمعنى الكلمة ولكن عدوانا وغدرا جاء بعد تطمينات عالمية من قطبي العالم الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ومن خلفهم العالم لمصر بأن لا تبدأ بالعدوان وألا ستجد نفسها أمام الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد نشبت الأزمة كما هو معروف على أثر اغلاق خليج العقبة  وستحرج مصر حليفها الاتحاد السوفيتي في حالة بدئها بالضربة الأولى .
 
وبعد التطمينات جاء العدوان الصهيوني الغادر مدعوما مخابراتيا من الولايات المتحدة وبريطانيا اضافة لمشاركة أعداد كبيرة من الطيارين الأمريكيين ممن يدينوا بالولاء للصهيونية السياسية من خارج الكيان الصهيوني .
واستمرت الحرب بعد ذلك ثلاثة أعوام التي عرفت بالاستنزاف قادتها مصر بهدف أن لا تجعل العدو يستقر بما حصل عليه .
 
وفي الحادي والعشرون من آذار وبهدف اسكات المقاومة الفدائية الباسلة في الأردن التي أوجعت الكيان الصهيوني ومع اشتداد حرب الاستنزاف الذي بدأته مصر ، كان قرار العدو غزو الأردن واحتلال منطقة الكرامة وعشاء لموشي ديان على جبال السلط الأبية كما كان يقول ثم العودة بعد القضاء على الفدائيين وجلب من تبقى منهم حيا للأسر ، وفوجئ العدو بما لم يتوقعه من صمود أسطوري للجيش الأردني والفدائيين وقاد المعركة باقتدار سجله التاريخ بأحرف من نور الفارس العربي الفريق مشهور حديثه الجازي الذي قاتل مع جيشه الباسل معركة الحياة بكرامة أو الاستشهاد بشرف دفاعا عن حمى الوطن ، وقاد تلك المعركة بحسه القومي وروحه الوحدوية وكانت النتيجة أول نصر عربي رسمي على العدو الصهيوني ، وقد أشاد الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله بتلك المعركة واعتبرها بداية عظيمة لمعركة الأمة الكبرى القادمة  مع الكيان الصهيوني .
 
وبالفعل اشتدت الضربات على العدو بحرب الاستنزاف التي استمرت وزادت وتيرتها بعد الكرامة حتى مبادرة وليام روجرز الشهيرة التي كانت نهاية لحرب الاستنزاف بنقل حائط الصواريخ المصرية الذي كان اساس البدايات الرائعة لحرب أكتوبر تشرين أول  المغدورة عام 1973م ، التي لم تقال الحقيقة كاملة حولها بعد أن حولها نظام الردة والخيانة الساداتية من حرب تحرير لحرب تحريك حيث اقتصرت بقرار العبور لعشرة كيلومترات  داخل سيناء وبعد ذلك الضربة الجوية لصالح المخلوع مبارك بعد هلاك السادات .
 
حرب الكرامة كانت يمكن أن تكون بداية الانتصارات للعرب ولكن للأسف منذ رحيل الزعيم جمال عبد الناصر المفجع في أيلول  عام 1970م ، يحكمنا حزب اسرائيل للأسف المتمثل في اغلب الأنظمة العربية التي كرست سياسة التبعية والهزيمة والهروب لأوهام السلام .
 
معركة الكرامة أكدت لنا أن وحدة الأمة وقوميتها تصنع المعجزات أن وحدة السلاح في المعركة تصنع الانتصارات وهذا ما استفاد منه العرب في حرب أكتوبر تشرين المجيدة في بداياتها الرائعة قبل خيانة السادات .
رحم الله أبطال الكرامة وشهدائها من الجيش الأردني البطل والفدائيين البواسل وتحية تقدير واعتزاز وامتنان لفارس الكرامة ورمزها الخالد الفريق البطل مشهور حديثه الجازي الذي للأسف أنصفه الاشقاء وحتى العدو ولكن لم ينصفه بني وطنه ، بالتأكيد التاريخ القادم سينصفه والتزوير لن يستمر وسرعان ما ستظهر الحقيقة وهي أن اسم الفريق مشهور الجازي ارتبط برباط مقدس مع ذلك اليوم الخالد والحقيقة أن  من يتجاهل الفريق مشهور الجازي في ذكرى نصره هم أنفسهم من باعوا الكرامة في كامب ديفيد وملحقاتها  ، كما نوجه تحية محبة وتقدير الى كل الأمهات في عيد الأم ، والأم هي التي أنجبت الجندي والفدائي والمقاوم  ،  ولا عزاء للصامتين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد