الوصايا العشر لمؤتمر القمة على شاطئ البحر

mainThumb

27-03-2017 11:00 AM

الى القادة المؤتمرين في القمة العربية المنعقدة في الأردن على شاطئ البحر الميت
 
تحية عربية وبعد:
 
أرحب بكم في بلدنا، بلد الحشد والرباط بكل المحبة الصادقة للعروبة والإسلام وبكل الثوابت الإنسانية، ترحيبا عاليا يليق بمقاماتكم السامية ومقام الشعب العربي المكافح، الذي تتوافق حدوده الجغرافية مع حدود لغته وأمانيه وطموحاته.
 
كما اتمنى عليكم ايها القادة والسادة ان تتلقفوا أحاسيس وانفعالات المواطن العربي وما يتسرب منها من قناعات باتت تهتف بدواخل اغلبية الشعب العربي والنشء الصاعد، الذي هو معظم الحاضر وكل المستقبل العربي في الألفية الثالثة من حياته الراهنة. 
أيها القادة والسادة،
 
لم أكن أتصور كمواطن عربي أن يكتنفنا واقعا محفوفا بالمخاطر بمثل هذه القسوة كما اللحظة التي ينعقد بها مؤتمر القمة العربية العتيد في الأردن، حيث هجرة العقول في تزايد والمشاعر العربية ترتحل خارج حدود الأوطان بحثا عن الأمان ولقمة العيش والثقة بتكافئ الفرص، وربما في البحث عن حياة مستقرة خارج الأوطان وهم يتندرون بشبهات من الفساد المالي والإداري ومن عدم الإستقرار في معظم بلادنا العربية. 
 
وعليه، ارجو أن تعملوا على حماية الأمة مما سيأتي من فتن وحروب قد تكون قادمة ببحث ما يلي:-
 
1. تغيير مفهوم الإسلامفوبيا، والذي يشكل تخويف العالم من الدين الأسلامي والعرب والمسلمين الذي تغذيه مراكز الدراسات العالمية والأممية وأعداء الأمة، وتؤسس بموجبه الى كراهية أبنائكم بسبب الدين والمعتقد. 
 
2. إطفاء شعلة الحرب داخل الدين الإسلامي وبين المسلمين التي باتت عناوين فتن وحروب لمراحل قادمة، وأن تتوصلوا الى كلمة سواء للتمهيد لحل الخلافات بين مكونات الأمة ومع جوارها الإقليمي. 
 
3. أن يتم التأسيس لتنمية مستدامة تستعجل التنفيذ، ليستفيد منها المواطن وتكون مخرجاتها لفائدة اوطانكم بالنماء والإزدهار على مساحة الأرض العربية.
 
4. أن تحافظوا على حقوق الأجيال القادمة من ثروات الأمة التي يتم إنفاقها وإستنزافها بلا مسوغات موجبة وتذهب للشركات العملاقة العابرة للقارات دون وجه حق. 
 
5. أن يتم ترشيد المال العربي لحل القضايا العربية بإسخدام الثروات المودعة في البنوك وغيرها لأغراض التنمية للحد من الفقر والبطالة وكذلك لصالح التأمينات الصحية والإجتماعية ... وغيرها.
 
6. ان يستعين الحاكم العربي بخصوم الماضي والمعارضين الإفتراضيين بالمشاركة في إدارة اوطانهم، ليؤسس لمستقبل واعد للجميع، بطريقة لم يفعلها سوى أولي العزم من القادة التاريخيين !
 
7. أن يتم التفكير بجل جميع الأمور العالقة بالتوافق وفقا لما تؤمن به الشعوب المنكوبة والمقهورة في السعي لنيلها الحرية بالتسامح فيما بينها مع أهمية نسيان الماضي لبناء مستقبل أفضل.
 
8. أن لا تنطلي على مؤتمركم التمثيليات الأممية ومن يتواطئ لتحسين إقتصاده من الدول والشركات لبيع منتجاته التكنولوجية من الأسلحة الحديثة تحت ذريعة محاربة الإرهاب الذي يستوطن بلادنا مع العلم أن الأرهاب هو فكر منحرف ليس له ملة او دين ولا يحارب بالسلاح ولكنه يهزم بالفكر البرامجي القويم ! 
 
9. أعادة الأمل للأمة ببزوغ فجر جديد يؤسس لوحدة عربية شاملة تنسجم مع التراكم الثقافي لدى المواطن العربي، لتجتمع أشلاء أمته كمخرجات لمؤتمركم العتيد.
 
وأخيرا10. أتمنى على مؤتمركم العتيد متابعة ودعم تقرير لجنة الإسكوا الأخير الذي يتهم إسرائيل بالعنصرية، وهو التقرير الذي تم سحبه من أروقة الأمانة العامة للأمم المتحدة بتعليمات من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ما ادى بالأمينة العامة للإسكوا ريما خلف الى تقديم إستقالتها إحتجاجا على سحبه. وأن يصار كذلك الى إعتبارالتقرير وثيقة من وثائق الجامعة العربية، ذات أولوية وأهمية خاصة، يتبناها مؤتمركم ويتم التعامل بمضمونها نصا وروحا وإقناع التكتلات الدولية الأخرى بإعتباره وثيقة من وثائقه نصرة للشعب العربي الفلسطيني وكل الشعوب التي تعاني من ممارسات التمييز العنصري. 
 
والخلاصة في توصياتي هي أن الأمة تحتاج الى الإستعانة بمفكرين ومستشارين أمناء للإشراف على تنفيذ برامج محددة زمنيا للإصلاح، نحو تطهير مؤسساتها من فساد تراكمي وما شاب دينها وعقيدتها وفكر إنسانها من شبهات.
 
مع تمنياتي لمؤتمركم السداد والتوفيق، ولكم موفور الصحة وطيب الإقامة، ولأمتنا العزة والكرامة والحكم الرشيد.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد