أمام رئيس الوزراء . اقتراح لحل مشكلة حوادث السير

mainThumb

03-04-2017 01:00 PM

استحداث مؤسسة مرورية واحدة  هي الحل الذي بات وحيدا لمشكلة حوادث السير القاتلة ، بعد فشل كل المحاولات الوطنية  السابقة لوضع حد للمعضلة  التي لا تزال تتصاعد يوما بعد يوم .
وزارة النقل ،وزارة الأشغال،  وزارة الداخلية  ، أمانة عمان ، البلديات ، إدارة السير،  الدوريات الخارجية ، ادارة الترخيص ،هيئة تنظيم قطاع النقل ، كلها مؤسسات منفصلة تتنازع ملف السير،  وتخلي كل جهة مسئوليتها عن الحوادث المميتة وتشير الى قصور الجهات الأخرى. 
 
بعد حادث الطريق الصحراوي الأخير والذي أودى بحياة ثمانية مواطنين ، أعلنت الحكومة النفير العام ، وبادرت الى اتخاذ إجراءات فورية قيل أنها ستكون ناجعة لعلاج الظاهرة ، لكن الحوادث تكررت بعدها تباعا على نفس الوتيرة السابقة وكأن شيئا لم يكن ، وكانت محاولة بكل أسف انفعالية يائسة باءت بفشل سريع .
 
النتيجة التي توصلت إليها بعد أكثر من ثلاثة عقود من العمل في الأمن العام هو غياب التنسيق والتواصل بين المؤسسات المروية المذكورة ، او يجري التنسيق في حدوده الدنيا في أحسن الأحوال ، فلا مسؤولية ولا سلطة لمؤسسة على أخرى ، وهناك عدم  ترابط بينها يؤدي على الدوام الى اختلاط العمل وتضارب الخطط وتشابكها. 
 
ردود الفعل الرسمية التي تلي الحوادث الكبرى عبارة عن زوبعة في فنجان سرعان ما تختفي دون إحداث اثر ، وتكون نتائجها في كل مرة اقل من اللاشيء ، وتجري في سياق امتصاص الغضب الشعبي ومحاوله لتسكين الألم الوطني الناجم عن تلك الحوادث .
من باب أولى أن يتم التأكد من توفر ضمانات السلامة على الطرق  قبل وليس بعد وقوع الحوادث ، ولا فائدة من ان يهرع كبار المسئولين لمعاينة  المكان ما دام المصيبة قد وقعت .
 
الدوريات والمراقبة وتشديد العقوبات هي إجراءات تكتيكية ضرورية لكنها جزء بسيط من الحل ولا تكفي وغالبا ما تزول  مع مرور الوقت  ولا  تصل الى العمق.
 
 الحديث عن خطة مرورية  شاملة قد لا يكون مقبولا في ظل التزاحم المؤسسي وكثرة الطباخين ،  وتطوير الاستراتيجيات لا يتحقق دون إدماج المؤسسات المتعددة بمؤسسة واحدة تخضع للمساءلة وتتمتع باستقلال مالي ، لأن  ميزة عمليات تأهيل الطرق ميزه مالية بالدرجة الأولى،  وهي الحلقة المفقودة في المسألة ومحكومة بمخصصات مالية هزيلة متشعبة ، ومن العبث المباشرة بتطبيق أية خطة دون رصد مالي مضاعف لتوسعة الطرق وإنشاء الجسور ، والأنفاق والممرات ، ووضع الشواخص والحواجز وبرامج الإعلام التوعية ، وبخلاف هذا ستبقى المشكلة كالعادة تراوح مكانها،ه  والفرصة مهيأة لحصد المزيد والمزيد من الأرواح .   
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد