العودة للقرية

mainThumb

15-04-2017 02:06 PM

نتغنى جميعا بمسقط رؤوسنا وقرانا التي رحلنا عنها للمدينه ونحاول دوما وابدا ان نرسخ داخل اذهان ابنائنا التمسك بالقرية والترابط معها والافتخار بها وعندما نحصل على منصب حتى لو كان صغيرا فإن اول خطوة نتخذها تماشيا مع البريستيج والمكانه الاجتماعيه الجديدة هي الرحيل عن مسقط رؤوسنا ومن بيوتنا الريفية الرائعة  إرث اجدادنا الى شقق اسمنتيه لا تختلف كثيرا عن جدران السجون  ... كثيرا ما تسمع بعض الناس يترنم وهو يتحدث عن قريته ويتفنن في وصفها والتغني بها .. ولكنه رحل عنها بعدة حجج بعضها مقنع والكثير منها بلا سبب .. فأصبحت القرية مجرد ذكريات للتفاخر هنا وهناك وحديث للسمر والمباهاة بسمنها وعسلها وجميدها وعنبها وخبيصتها في المجالس ولكن على ارض الواقع فإن ذات الشخص الذي يكتب قصائد التمجيد بالقرية ذاته هو من يستعر منها ولا يشرفه ان يسكن فيها واذا زارها ايام العطل وجلس على بساط في فناء البيت تشعر انه يجلس على مسامير فيريد ان يغادرها على وجه السرعه ويخلق الاعذار لوالديه او لاقرباءه بوجود مشاغل واجتماعات  ??!! وهو ذاته ايضا الذي لاتقبل المدام تبعت حضرته ان تسكن فيها لان بريستيجها اعلى من النسوان في القرية حيث اصبحت لها صديقات من مجتمع آخر وطبقة اخرى  ??!! تناقض غريب وعجيب نعيشه ويعيشه اغلبنا فتجد احوال ابناء القرية الذين يقيمون في المدن ميسورة في المقابل يسود  الفقر المدقع في قراهم واريافهم وشوارعهم .
 
عجيب مجتمعنا الذي يبدل واقعه وجذوره تماما كما يبدل قميصه كل حين وحتى اللهجات المحلية التي تميز بعضنا بعضا تصبح محط سمر وهزر وتعاليل ومصخره فنلوي السنتنا بلهجات وكلمات ما انزل الله بها من سلطان  .. 
اذا كنا حقيقة نرغب في خلق واقع اجتماعي حقيقي يدعم مفاهيمنا في الحياة فعلينا ان نعود للقرية واذا كنا نكبر بمنصب ما او وظيفة عالية بإحدى المؤسسات فيجب ان ينعكس ذلك على المجتمع الذي اوصلني لها واذا كبرت يوما واصبحت شيء ما فيجب ان تكبر معي قريتي واهلها وان اتجذر اكثر واكثر فيها .
 
عودوا لقريتكم لانه لا يكبر الانسان إلا بأهله وكما قال المثل الاردني الحجر بمكانه قنطار . وسلامتكم


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد