رعب الشعوب العربية‎

mainThumb

19-04-2017 09:56 PM

 في أفلام الرعب يحرصُ المخرجُ على وضع المُشاهد في قمة الشعور بالرعب، ويكون المشهد الأبرز الذي يحقق هذا الشعور، هو أن يأتي الخوف والرعب من المكان الذي يجزم الهارب من الخوف أنه منتهى الأمان، أو أن يطارد آكلو لحوم البشر شخصا فيلجأ الى صديق أو أخ يثق به وفجأة يكتشف أنه هو الخوف الذي يهرب منه وأنه وجها لوجه مع الرعب، وهنا تكون قمة الرعب.

 
هذا الشعور يعيشه الإنسان العربي، في معظم البلاد العربية التي تعاني جور الأنظمة، والذي تخبطه الحروب والأوضاع الاقتصادية خبط عشواء، وعندما يريد أن يهرب من هذه الأوضاع المأساوية، يهرب الى أجهزة بلاده والحكومات التي يضمن أنها تحميه من هذا الموت الفاغر فاه، ولكنه للأسف يُصدم ويرتعب  ويدرك أنه لسوء حظه وقع في حظن الموت.
 
فالحكومات والدول المزيفة، كثيرا ما تمتن على المواطن بأنها توفر له الأمن والأمان، وأنها أنشأت جيوشا وأجهزة أمنية من أجل أن يعيش مواطنوها في أمن وسلام، ولذلك يحشدون الاعلام والمغنين للتطبيل والتزمير لهذه الأجهزة، حتى يشعر المواطن أنها له وحاميته وأنه لا عيش له بدونها، وعندما تحين اللحظة الحاسمة التي يختبرُ فيها المواطنُ صحة أو زيف هذا الشعور الذي تُجاهد وسائل اعلام الأنظمة زرعه عند المواطن، ينكشف الأمر، وتنجلي الحقيقة! وهنا يكون فلم الرعب قد بلغ ذروته. ولذلك ترى في هذه الدول كيف يقوم الجيش بقتل المواطن لأنه طالب بالحرية، وكيف يُسجن وتضيق الدولة عليه عيشه، وتضاره في بيته وزوجته وأبنائه، لأنه حاول أن يطلب منها حقوقه، أو تفوه بكلمة لم تعجب هذه الأجهزة المقدسة.
 
الجيش والأمن في الدول لم يُنشأ ولم يُنظّم ويصرف له ميزانيات كبيرة من جيوب الشعوب ليكون حماية لشخص الرئيس، ولا لحماية فساده وعهره وانحرافاته!!، إنها أجهزة شعب صُنعت لحماية المواطن وحريته وعقيدته ووطنه، لا أن تحارب هذه كلها من أجل أن يبقى الحاكم الذي ينفذ أجندات ضد الشعب وتاريخه وعقيدته وحريته. وهذا ينسحب على باقي أجهزة الدولة، فالحكومة وأجهزتها المختلفة، ومجلس النواب والقضاء، كلها وجدت لخدمة المواطن، لا أن تكون سيفا مسلطا على رأس المواطن، تهضم حقوقه وتجرده من حريته، وتكون عليه وليست له، وهذا السلوك هو الذي يصنع الشعور بالظلم والتطرف والحقد على الدول ومحاولة الاطاحة بها، حتى لو كلف ذلك حياة الشعب وهدر مقدراته، لأنه يشعر بالرعب، ويحاول التخلص منها ومن شعوره بالرعب!!.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد