إنتهاء الحكاية

mainThumb

20-04-2017 02:06 PM

اذا كانت حرب عالميه تلوح في الأفق وأن البشرية تستعد على نحو متسارع لتبيد بعضها بعضا واذا كانت لغة الدم والكره والخراب هي المتاحة في وقتنا الحاضر وهي المحصلة الحقيقية الوحيدة وحاصل الضرب والطرح والقسمة والجمع فعلى الدنيا السلام خصوصا بعد ان غاب العقل والحب والتسامح عن وجدان العالم الاحمق  .
 
الإنسان الذي صنع التكنولوجيا وغزا القمر وابدع في كتابة الادب والشعر والفن والحب هو ذاته الذي يسعى ويلهث ليدق المسمار الاخير في نعش البشرية ..  ملايين من بسطاء البشر من المسالمين والساعين للخير سيذهبوا فرق عمله كما يقال وسيكونوا وقود مشتعل مسيرين لامخيرين لتشتعل نيران الموت وتتصاعد للاعلى وتتجاوز كل الحدود .. 
 
في الحروب لايوجد منتصر فالجميع سيقدم التضحيات حتى لو انتصر ظاهريا او تسامى على الالم .. في الحروب تموت كثير من القيم والاخلاق والاحلام وتصبح الرصاصات حلوى بجسد الاطفال وعلب للهدايا وباقات للزهور التي تنثر فوق النعوش لنثر شيء من فرح على كثير من موت  ..
 
في الحروب لاحدود للموت ولا للحزن ولا للوجع .. فتصبح الموسيقى تعزف سلما موسيقيا مؤلف من انين الثكالى ووجع الشيوخ ومن صرخات الاطفال الذين فقدوا امهاتهم وتصبح الاطلال والاماكن المدمرة الموحشة هي المسرح الوحيد الذي يقدم ذات العزف .
في الحروب لا انتظار لعودة غائب ولا امل بانتظار عودة الشباب من الجبهات للقاء الاحبة . ولا حصاد في البيدر ولا جلسات سمر في فناء بيوت الفقراء .
 
اذا كانت حرب عالمية وشيكة تلوح في الافق فلن استمع لكل من يقول انها دفاع عن البشرية وانها معركة بين الخير والشر من اجل ان يسود الخير على الشر لنحمي القيم ??!! لن اصدق ان خلق الموت والخراب والتصارع على المصالح سيحقق لي ولابنائي ادنى متطلبات الكرامه .. اذا نشبت تلك المعركة فلن اصدق كذب ابواق تجار الموت هؤلاء الذين اقسموا على كل الكتب السماوية ان لا يتركوا للخير مكان في العالم .
 
حرب عالمية ثالثة تلوح في الأفق ويلوح خلفها مباشرة فناء البشر وانتهاء الحكاية .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد