الذكرى الــ17 لاحتلال العراق وبدء المشروع الأمريكي

mainThumb

22-04-2017 10:03 PM

لا يختلف اثنان أن المشروع الأميركي في المنطقة بدأ عمليا من احتلال العراق وبعد ذلك زجه في صراعات طائفية وعرقية بهدف تفتيته وتقسيمه كمحصلة نهائية . 
 
في التاسع من نيسان ابريل عام 2003م ، كان المشروع الأمريكي قد وضع من الفكرة على الورق الى التجربة على أرض الواقع ، والذي يعتقد أن الولايات المتحدة قد ضحت بأكثر من ثلاثة آلاف جندي أمريكي وأضعاف العدد من الجرحى والمشوهين لأجل الشعب العراقي وإنقاذه من الدكتاتورية المزعومة للرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله فهو واهم ويعيش في عالم الخيال ، فقد أصبحت تلك الدكتاتورية رحمة بعد أن رأى العراقيون مزاعم الحرية التي سينعم بها بعد زوال الدكتاتورية المزعومة ، فأين عراق اليوم المقسم على نفسه من عراق الأمس الذي يخشاه العدو قبل الصديق معا .
 
احتلال العراق كما أعلنه جورج بوش الصغير للتلفزيون المكسيكي أثناء الاعداد للحرب وقد شاهدته بنفسي عبر الشاشة في أواخر عام 2002م ، وهو يقول متملقا للوبي الصهيوني داخل وخارج أمريكا ( كل حروبنا في منطقة الشرق الأوسط لأجل مصلحة حليفتنا اسرائيل) .
 
ولكن المقاومة العراقية العظيمة التي واجهها الأمريكان هي من أوقف الجنون الأمريكي  عند حدوده وجعله يسحب قطعانه ولكن لم يسحب عملائه ولقطائه والذي يقوم بنفس دوره .
لذلك التاسع من نيسان ابريل لم ولن يكون يوما عاديا فهو لا يقل أهمية عن فاجعة الحادي عشر من أيلول سبتمبر عام 2001م ،  عندما ضرب الارهاب الذي صنعته أمريكا ذاتها مراكز القوى العسكرية (البنتاغون) والاقتصادية (برجي التجارة) في امريكا ذاتها.
اذن احتلال العراق كان البدء لكل ما تعانيه أمتنا بشكل عام والذي بدأ وكأنه ربيعا عربيا كما صورته وسائل الاعلام الصهيونية حيث احتلت ليبيا ودمرت وأعدمت قيادتها الوطنية ونهبت ثرواتها ولحقت بالعراق وفلسطين وانتشر الارهاب الأسود المجرم في العراق وليبيا ولم تسلم منه دول الجوار خاصة مصر وانتقل أيضا لسوريا التي كادت أن تصل لمرحلة الاكتفاء الذاتي اقتصاديا كأول دولة في العالم النامي لولا مصائب الارهاب ودعاته وداعميه .
 
وبذلك تحققت وصية ديفيد بن غوريون بان كيانه في اضعاف ثلاثة دول عربية وتفتيتها وهي مصر التي خرجت بكامب ديفيد ولم يشفع لها ذلك لأن المطلوب أكبر من ذلك ، وكامب ديفيد وصاحبها السادات لا يمثل الشعب المصري وأصالته والعراق وسوريا حدث لا حرج .
 
لذلك ذكرى احتلال العراق ليس للبكاء والندب ولكن لأجل التفكير كأمة وبصوت عالي ترى الى أين نحن سائرون والأمريكان هم وليس غيرهم من تحدث أن احتلال العراق كان بداية للمشروع الصهيو أمريكي الجديد المسمى بالشرق الأوسط .
ما حدث للعراق وثم ليبيا وسوريا ومصر التي تستهدف اليوم في أهم مرتكزاتها وهي الوحدة الوطنية ، والإرهاب تحت كافة عناوينه الذي لم نعرفه بهذا الشكل البشع إلا بعد احتلال العراق ، الم يضرب أغلب الأقطار العربية والإسلامية ووصل شروره لمعظم دول العالم باستثناء سيده الأول الكيان الصهيوني .
 
فماذا نحن فاعلون وماذا بعد؟ ، الم يأتي الوقت بعد كل هذه المصائب أن نفكر بصوت عالي الى اين نحن سائرون ؟ ، ولا عزاء للصامتين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد