رفقاً بنا أيّها الزمن - أنس شفيق مصطفى

mainThumb

24-04-2017 09:26 PM

أمشي في الطرقات كثيرا أناظر ما يحدث في الشارع من اختلالات تدهشني شخصيا وتستجلب صغارنا وشبابنا الطالع. أستهجن كثيرا مما أرى و يعجبني ما ندر منها. أذهب الى عملي هنالك لأرى ما يصطدم بأفكاري وما يجعلني أتنهد فيخرج مني هواء مليء بالذكريات والحكم والوصايا التي لطالما سمعناها وعشناها ونشأنا بصحبتها.
 
كلمة "عادي" هي أكثر كلمة متداولة في يومنا هذا بين شبابنا اليافع. فوراء تلك الكلمة ما وراءها من إهدار للعادات والتقاليد ومن تنازل عن المبادئ التي لطالما تغنينا بها وانجرار وانحلال أخلاقي ومجتمعي وديني كبير.
 
لا شك بأن التطور الذي نعيشه ويحاكينا في كل تفاصيل حياتنا يحتم علينا التعامل معه، ولكن لا بد لنا من أن نواجهه بحكمة بالغة لنستطيع أن ننجو بأنفسنا وأهلينا من مطباته، وما أكثرها، فلا حرمان ولا إفراط.
 
إسمع لصوت ضميرك الحي الذي لا بد أن يثنيك عن الصمت عن بعض انزلاقات أبنائك بذريعة مواكبة التطورات. كن مراقبا سريا لجميع التصرفات الصادرة منهم وقوم الشاذّ منها ليشكروك مستقبلا. هيا بنا نحاول إعادة زرع ما غرس بنا من معان راقية جميلة أنبتت فينا كل هذه الرجولة و الأنوثة بمعناها الذي يجب أن يكون عليه.
 
أتمنى أن نستطيع ضبط تصرفات أبناءنا بما يحتمه علينا الواقع و الماضي. آمل أن لا ننجر الى استنزاف أنفسنا بالتنازلات المستمرة عن كل ما هو جميل نشأنا عليه وبه. فلنحاول أن نرمم الخلل وأن ننشأ جيلا واع يفرق بين الغث و السمين ولنستجدي واقعنا بالقول : رفقا بنا أيها الزمن.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد