صحيفة السوسنة الأردنية

 

وأوصوا في الجلسة الختامية للمؤتمر الذي عُقد بالشراكة مع مركز الدراسات الإسلامية والتربية الدينية في جامعة مونستر الألمانية والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ بضرورة التصدي للمخاطر البيئية عبر حلول ابداعية ومبتكرة تحد من خطورتها وتساهم في معالجة الاختلالات البيئية.

 

وشددوا في التوصيات على تضمين المناهج التعليمية لجميع المراحل ابتداءً من رياض الأطفال وانتهاءً بالخطط التدريسية لبرامج الدراسات العليا بمقررات ومساقات تدريسية حول البيئة والمياه في التخصصات الشرعية والقانونية والعلمية والاجتماعية.

 

ودعا المؤتمرون إلى وضع خطة متكاملة تشارك فيها المؤسسات التربوية والتعليمية والدينية على ان تعمل بصورة متكاملة ومتناغمة لإيصال الرسالة التثقيفية التوعوية البيئية المائية لكافة الشرائح المستهدفة، إضافة إلى قيام المؤسسات الإعلامية بدورها في إيصال هذه الرسالة للفئات المستهدفة.

 

وشجع الباحثون على تكثيف المؤتمرات والندوات واللقاءات وورش العمل على المستوى المحلي والإقليمي والدولي بما يخدم المحافظة على البيئة وإدامتها نقية نظيفة، فضلا عن التوجه نحو سن التشريعات التي تهدف الى المحافظة على البيئة وتفعيل القائم منها مع ضرورة تغليظ العقوبات المقررة للمخالفات والجرائم البيئية.

 

وحثوا على الاستمرار في التجربة الناجحة للتعاون الدولي بين كلية الشريعة ومركز الدراسات الاسلامية والتربية الدينية في جامعة مونستر الألمانية والوكالة الألمانية للتعاون وتكوين شراكات مستقبلية ودائمة لتحقيق الأهداف والمقاصد المشتركة في الموضوعات المائية والبيئية لنفع الإنسانية كلها، مطالبين بضرورة تقديم نماذج عملية وتطبيقية للنظرية البيئية والمائية في الإسلام بصورة شمولية وتكاملية.

 

ونال الطلبة جانبا من توصيات المؤتمر بمطالبتهم بكتابة مشاريع تخرج ورسائل وأطروحات جامعية في مجالات البيئة والمياه، مؤكدين على أصالة الثقافة البيئية والمائية في الإسلام حيث اهتم القرآن واهتمت السنة النبوية بموضوع البيئة والمياه وعالجت هذا الموضوع من عدة جوانب واحتوت نصوصهما الخالدة والمرنة والواسعة والشاملة على العديد من الإرشادات والدروس والعبر والمواعظ في هذا المجال المهم.

 

وكانت قد انطلقت فعاليات المؤتمر الذي استمر يومين في حرم الجامعة الأردنية  بمشاركة واسعة من أساتذة الشريعة في الجامعات الأردنية وجامعة مونستر الألمانية والوزارات ومؤسسات المجتمع المدني ومراكز المياه لإبراز ما تملكه الشريعة الإسلامية من منظومة قيمية وإيمانية متكاملة صالحة لإحداث التغيير الإيجابي عند اتباعها، ما أظهر الأهمية لمحاولة استدعاء منظومة تسهم في تعديل سلوكيات الأفراد والمجتمعات نحو البيئة عموما والمياه خاصة بما يقلل من المخاطر البيئية ويعمل على المحافظة على البيئة الصالحة لحياة الأجيال القادمة

 

 

فيما يمكن تلخيص الهدف من تنظيمه بإظهار مكانة البيئة والمياه في الإسلام بنصوصه وأحكامه ومقاصده وقيمه بما يكشف عن رؤية الشريعة ورسالتها نحو البيئة والمياه في العالم المعاصر، إضافة إلى التشارك بين علماء الشريعة وهيآتهم العلمية مع الجهات المهتمة في قضايا البيئة والمياه تحقيقا لتكاملية الجهود وعالميتها في خدمة البيئة والمحافظة عليها والاسهام في رفد المناهج والخطط الدراسية بمقترحات تخدم هذا الهدف، وبالتالي تقديم رؤى وأفكار واضحة المعالم حول تلك القضايا على المستويين المحلي والعالمي.