في حضرة أمي - أنس شفيق مصطفى

mainThumb

30-04-2017 03:32 PM

سقطت دمعة من عيني عندما سرحت في خيالي أتذكر تلك الأيام والسنوات التي مضت وأنا بحضرة أمي وتحت رعايتها أعيش. كنت دوما أسأل نفسي ألا تجوع أمي! ألا تبرد! لم ألاحظ أمي يوما تبكي! لم أشاهدها تتزين بلباس العيد الجديد! لم أراها تخرج لزيارة أصدقائها يوما! لم أراها مرضت وذهبت الى الطبيب يوما!
 
نظرت الى نفسي في الزمن الراهن فوجدتها ترتكب نفس الخطايا التي كنت أحسبها كذلك بالماضي. حاسبت نفسي على تفكيري وأفكاري الصبيانية. اعتذرت لنفسي ولأمي عن جميع تلك اللحظات التي لم أكن أقدر فيها ما كان فيها.
 
أدركت حينها أن شيب شعر أمي لم يكن من نقص الهرمونات بل من قلقها الدائم علي. أيقنت بأن انحناء ظهر أمي ما هو إلا من عناء الاهتمام بنا. 
 
الان أدركت أن أمي كانت تجوع ولكنها تبقي على الطعام لي. كانت تبرد ولكنها تتحمل من أجلي. كانت تبكي تحت فراشها لتخفي عني دموعها الحزينة. لم تكن تتزين لأشتري الجديد كأصدقائي. لم تكن تستجيب لنفسها بالخروج خوفا علي من مجهول. كانت تتألم كثيرا من ظهرها المنحني ولكنها تخفي ذلك لتوفر لي مصروف يومي.
 
أمي ... أذكرك وابكي على كل لحظة لم أكن فيها لكي .... أمي ... أتقدم لكي بخالص اعتذاراتي عن كل ما كان وسيكون فمهما أقدم سأشعر بنفسي لم أقدم ما يليق بتجاعيد وجهك النضرة... أمي ... أقبل رأسك ويديك ... أقبل جبينك وقدميك... أقدم لكي روحي رخيصة .. أقدم لكي قلبي بما فيه من حب وطيبة وحنان وشوق ليشرب من طهر كعبك ما يجعله يرتوي من حب الكون كله.
 
أمي... وهل خلق الله مثلك في الدنيا أجمعها.
 
إهداء الى كل أم في هذا الكون....
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد