لقاء الملك بقادة الإعلام وجه رسائل مهمة في توقيت مناسب

mainThumb

30-04-2017 07:52 PM

السوسنة - قال نواب وسياسيون وأكاديميون أن لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع عدد من وزراء الاعلام السابقين ومدراء الاعلام الرسمي ورؤساء تحرير الصحف الحاليين والسابقين، جاء في الوقت المناسب وأكد على الثوابت الأردنية، وأوضح مواقف الدولة حيال العديد من القضايا والأحداث المهمة على الصعد المحلية والاقليمية والدولية.

 
وأضافوا في لقاءات مع وكالة الانباء الاردنية (بترا) أن اللقاء تضمن العديد من الرسائل المهمة التي بثت الطمأنينة في المجتمع في أعقاب سلسلة من الشائعات والأخبار التي لا تتمتع بالمصداقية.
 
وقال النائب محمد الظهراوي ان اللقاء مع القادة الاعلاميين تضمن رسائل توجيهية وتثقيفية وتطمينية ومن ضمنها التركيز على ضرورة الارتقاء بالوضع الاقتصادي ومعالجة التحديات التي يواجهها المواطن، الى جانب اعطاء القضية الفلسطينية أهمية كبيرة .
 
وبين الظهراوي ان اللقاء تضمن أيضا الاشارة الى القمة العربية التي جاءت فرصة مهمة للتقريب بين وجهات النظر العربية حيال التحديات والقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، كما جرى التأكيد انه لا يوجد لاحد من أبناء الامة الاسلامية مصلحة في ان يرعى مواجهة سنية شيعية.
 
واضاف ان "علينا تعزيز ثقة جلالة الملك عبدالله الثاني بالمواطن لاردني الذي يحترم القوانين والانظمة، وان الكل سواسية في الحقوق والواجبات فليس هناك احد فوق القانون".
 
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي النائب السابق حماده فراعنة ان اهمية اللقاء تكمن في مسألتين الاولى انها تعكس التواصل المتبادل بين رأس الدولة جلالة الملك وقطاعات اجتماعية واقتصادية ومهنية مختلفة والثانية انها تقدم المعلومة لهذه القطاعات مباشرة من قبل جلالة الملك.
 
واضاف:" لذلك جاء هذا اللقاء من قبل جلالة الملك مع القطاع الاعلامي لتقديم اجابات على تساؤلات كامنة في نفوس الاردنيين حول قضايا وطنية محلية واقليمية دولية".
 
وقال فراعنة ان جلالة الملك قدم عبر هذا اللقاء التحليل والمعلومة ليزرع الثقة بدلا من الخوف، والطمأنينة بدلا من القلق، ومن هنا شكل ذلك محطة ايجابية للاردنيين عبر الحرص على التواصل وعبر تقديم المعلومة الصحيحة والدقيقة.
 
وأكد ان القطاع الصحافي والاعلامي يأتي في طليعة القطاعات التي تساعد في تسهيل هذا التواصل وفي تقديم المعلومة لشعبنا الاردني.
 
واعتبر مدير مركز الثريا للدراسات أستاذ علم الاجتماع الدكتور محمد الجريبيع أن اللقاء تواكب مع العديد من المحطات المهمة، حيث جاء عقب زيارة جلالة الملك الى الولايات المتحدة الأميركية واجتماعه مع الرئيس الجديد دونالد ترمب، كما أعقب مؤتمر القمة العربية التي احتضنها الأردن ويتولى رئاستها، كما جاء بعد سلسلة من الشائعات والأخبار التي لا تتمتع بالمصداقية وتتعلق بأحداث ومواقف محلية واقليمية.
 
وأشار الجريبيع الى أنه لم يعد خافيا أن القضية الفلسطينية لم تعد تحتل الأولوية دوليا ولا حتى عربيا، في ظل بروز العديد من الصراعات التي أثخنت المنطقة وشعوبها جراحا وقتلا وتشريدا وتدميرا، بينما ظل جلالة الملك يؤكد على الدوام أن القضية الفلسطينية لا زالت على رأس الأولويات الأردنية.
 
وقال أن جلالته ركز على أهمية رفض تغذية الصراع الطائفي في المنطقة، لأن من شأن استمرار ذلك أن يجر المنطقة بأسرها الى ويلات قد تدفع المنطقة جميعها ثمنها، خصوصا أن هذا الصراع أفرز تنظيمات متطرفة وارهابا لا من من الوقوف في وجهه.
 
وأضاف الدكتور الجريبيع أن الاعلام يصنع الموقف والاتجاه والسلوك، وضمن هذا السياق تم خلال اللقاء التأكيد على أهمية الاعلام المسؤول الذي يراعي مصلحة الوطن ويضعها في المقام الأول.
 
وأشاد النائب الأسبق الدكتور يوسف ابو اصليح بالمضامين التي حملها لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع عدد من وزراء الاعلام السابقين ومدراء الاعلام الرسمي ورؤساء تحرير الصحف الحاليين والسابقين، مبينا أن اللقاء اتسم بالوضوح والشفافية والمصارحة،مؤكدا على الثوابت الأردنية والمواقف حيال الأحداث الجارية في المنطقة من خلال رؤية استشرافية واقعية.
من جهته، قال الأستاذ المشارك في التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور أحمد خليف العفيف ان اللقاء الملكي اتسم بالشفافية والمصداقية وجاء ليؤكد أهمية اطلاع الاعلام على ما يدور على الصعد المحلية والعربية والدولية لاهمية ذلك في تفهم التحديات التي تواجه المنطقة، مؤكدا انه ومنذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية اطلق رؤية واضحة لتحقيق الاصلاح والتنمية الشاملة للأردن تنبثق من قناعات قائمة على أسس موضوعية راسخة ورؤية شمولية واضحة غير منحازة لجهة ضد اخرى وتنظر بالدرجة الاولى لتحقيق المصلحة الاردنية العليا متبعا منهجا عقلانيا مستنيرا يقوم على مبدأ التغيير من خلال التنمية والتحديث بالشكل والطريقة الذي نصل فيه الى مرحلة الدولة المدنية التي تتسم وفقا لرؤية جلالته بالاصالة والمعاصرة وترتكز في المقام الاول الى مبدأ المؤسسية وسيادة القانون في اطار احترام ثوابت المجتمع وقيمه الاخلاقية السامية ببعديها العربي والاسلامي بما ينسجم مع هوية الامة وشخصيتها الحضارية.
 
ولفت الى ان لقاء جلالة الملك مع الاعلاميين بعث برسائل تطمينات بان سياسة القيادة الهاشمية مستمرة في الدفاع في العمق دون الحاجة لدور الجيش العربي الاردني برا داخل سوريا والتاكيد على ان القيادة مطمئنة بالنسبة للوضع على الحدود الشمالية والقدرة على التعامل مع كل المستجدات حسب اولوياتنا ومصالحنا .
 
وتطرق الدكتور العفيف الى الاوراق النقاشية الملكية التي اكدت في طياتها ان الدين الاسلامي الحنيف يعد من المقومات الرئيسة في تكوين شخصية الامة العربية والعنصر القوي الذي حافظ على وجودها عبر التاريخ نظرا لدوره المهم في بناء منظومة القيم الاخلاقية التي تحقق من خلالها امن المجتمعات واستقرارها، لهذا يعتبر جلالته ان الوصول الى مرحلة الدولة المدنية يعد استمرارا حقيقيا في تقدم المجتمع نحو مرحلة حضارية متميزة تقوم على اساس الاصالة والمعاصرة وتؤدي بالنتيجة الى ايجاد دولة قادرة على خدمة مواطنيها وصيانة حقوقهم متخذة من مبادئ العدل والحرية والمساواة واحترام كرامة وحقوق الانسان والنزاهة في تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص نهجا موجها للسلوك الوطني على المستويات كافة. واعتبر عضو مجلس ادارة جمعية الشؤون الدولية الدكتور منذر الحوارات ان السياق السياسي لهذا اللقاء مع القادة الاعلاميين جاء في اطار تحولات عميقة في العالم والمنطقة، فهناك ادارة امريكية جديدة تتخلى عن سياسة عدم التدخل العسكري في المنطقة، وتؤكد ان الحرب على الارهاب في مقدمة أولوياتها وانه سيتم القضاء على التنظيمات المتطرفة.
 
واضاف :" جاء اللقاء ايضاً في سياق تغير الموقف الامريكي تجاه ايران وإعتبارها جزءاً من منظومة الارهاب ويجب ان يوضع حد لتمددها الاقليمي ، كما ان اعادة العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والخليج ايضاً يشكل تحولاً مهماً ، كما ان التغيرات العسكرية على الساحة السورية يتوقع لها ان تفرض اعباءها على الساحة الاردنية.
 
واشار الى أن رئاسة الاردن للقمة العربية اضافت الى دوره مجموعة كبيرة من المهام الجسام ، لأجل كل ذلك كان لابد من رسم اطار عريض لمسارات السياسة العامة الاردنية تحوي خطاباً موحداً يأخذ كل تلك العناصر بعين الاعتبار، ولأجل ذلك كان اللقاء الموسع والمنفتح مع الاسرة الاعلامية.
 
وتابع قائلا " ان جلالة الملك اوضح ورسم خطوطا عريضة وأحياناً تفصيلية ، اولها ، ان الاردن استطاع ان يصمد على مر مراحل الازمة وهو قادر على الاستمرار في صموده ومواجهة التحدي ، ثانياً، الارهاب ليس منظومة عسكرية فقط بل هو مجموعة متكاملة تعتمد على الانحراف الكلي عن القيم العامة المعتادة في مجتمعاتنا سواء كانت دينية او اجتماعية وبذا لن تكون حربه فقط عسكرية بل تتطلب منظومة متكاملة تعتمد على خطاب منفتح واقعي يتسم بحرفية عالية.
 
وأوضح أن جلالته أراد ايصال العديد من الرسائل، حيث تم التأكيد على ان حماية حدودنا لا تعتمد فقط على العنصر العسكري رغم أولويته، ولكنه عمل مجتمعي يعتمد على التكافل والتعاضد والوحدة الوطنية، كما اشار الى ان ايران اصبحت عنصراً فاعلاً في اثارة النزاعات الطائفية وتأجيجها لأجل مصالحها وبذلك اصبحت تهدد الامن القومي بكل ابعاده، وبالتالي يجب ان يتم التصدي لها، وجدد جلالته أيضا أهمية ومحورية القضية الفلسطينية وخصوصا بالنسبة للأردن،فالقضية الفلسطينية ليست جزءاً من الدور الاردني بل هي وجدان هذا الدور ، وتنطلق مواقف الاردن تجاه جميع القضايا انطلاقاً من هذا الفهم.
 
وبين ان جلالة الملك اشار أيضا الى التحديات التي تواجه الاردن وكذلك السبل التي تمكن الاردن من التصدي لها وتحويلها الى فرص سياسية واقتصادية، وهذا لن يتم الا بوجود رواية وطنية قادرة على رسم كل هذه الخطوط في اطار يجمع بين التحدي والامكانية.
أما رئيس قسم العمل الاجتماعي في الجامعة الاردنية الدكتور خليل هلالات فأوضح أن أهم الرسائل التي حرص جلالته على ايصالها للمواطن الاردني ترمي الى بث الطمأنينة في نفوس ابناء المجتمع واننا قادرون على حماية حدودنا الشمالية دون الحاجة الى التدخل العسكري في الاراضي السورية، وان لدى قواتنا المسلحة القدرة الكاملة للتعامل مع أي مستجد على الارض وخاصة في المناطق الحدودية، حيث اثبتت قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية قدرتها واحترافيتها في التعامل مع كل التطورات واشار الهلالات الى حرص جلالة الملك على تعزيز مفهوم الدولة المدنية في المجتمع الاردني من خلال العمل والتعاون بين السلطات لايجاد قوانين ترسخ مفهوم الدولة المدنية في المجتمع الاردني، مبينا أن جلالته أكد في الاوراق النقاشية ان الدولة المدنية تحتكم إلى الدستور والقوانين، وهي دولة المؤسسات، التي ترتكز إلى السلام والتسامح والعيش المشترك، واحترام وضمان التعددية واحترام الرأي الآخر، كما أن هذه الدولة تحمي الحقوق وتضمن الحريات، وتحمي المجتمع من التفسخ وتساهم في تماسك الجبهة الداخلية.
 
وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور يوسف ضامن خطايبة ان أطروحات قائد الوطن تركز على ضرورة ادراك جملة من المخاطر التي تحيق بالمنطقة العربية ومنها ما يحيط بسياج الوطن، وتشكل جميعها تحديات صعبة تضعنا جميعا على المحك .
 
واشار الى خطورة ما يجري على الساحات العربية من حروب وخصوصا في سوريا، ولطالما حرص جلالة الملك على التأكيد في جميع لقاءاته على اهمية الحل السياسي للازمة السورية ودور كل من روسيا وامريكا في التعاون لحل الصراع في سوريا الشقيقة ، كما يركز جلالته على التحديات التي تواجه الاردن على مختلف الصعد، ويدعو الى الاهتمام بالشباب وتبني الخطط والاستراتيجيات التي تحفزهم من خلال اشراكهم في العلمية التنموية.
 
من جانبه، قال العميد المتقاعد خالد ابوالغنم ان وسائل الإعلام لها تأثير كبير على تشكيل البناء الادراكي والمعرفي للفرد والمجتمع ويسهم هذا البناء في تشكيل رؤية المجتمع تجاه القضايا والقدرة على تحليلها واستيعابها لاتخاذ السلوك المناسب حولها، فوسائل الإعلام لها القدرة على تغيير سلوك المجتمع، لذلك على وسائل الإعلام محاربة الشائعات التي قد تؤثر سلبا على الاردن ومؤسساته المختلفة، وقد تم التأكيد على ذلك خلال اللقاء الملكي مع قادة الاعلام.(بترا)


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد