صحيفة السوسنة الأردنية

ترحيل الازمات وتوريث المشكلات اصبح نهج عام لدى ادارات بعض المؤسسات العامه ومنها البلديات .. مشكلات هنا وهناك تظهر للعلن تنبيء عن تراكمات طويله لافساد وتخريب وتدمير لمؤسسات تعاقب عليها من اساء ادارتها ومن استغلها لامور شخصيه ولاهداف مصلحية ليس للوطن ولا للمجتمع فيها من مكان  .. 

 

انا اعتقد ان الفصل الجماعي لعمال الوطن في بلدية جرش الكبرى الذي جاء متزامنا مع عيد العمال ومع احوال مادية صعبه يمر بها الوطن والمواطن  يدل على ضيق افق لدى المسؤول الذي امر بمثل هذا القرار العجيب وغياب للحكمة والعدالة الاجتماعية التي تغيب في كثير من المواقع العامه واعطى بعض الانتهازيين وطلاب الشهره الركوب على جراحات هؤلاء الشباب الذين تم فصلهم دون رحمه ..

 

مشكلات البلدية كثيره ولايمكن حصرها بفصل مجموعه من بسطاء وصغار الموظفين ولا يمكن ان تكون الحلول على ظهور هؤلاء الشباب الذين يعيلون اسر كبيرة برواتب صغيره يتقاضونها من عملهم كعمال لجمع النفايات وليست مشكلتهم انه هنالك ترهل اداري داخل بلديات الاردن وفي اغلب المؤسسات العامة كما انه ليست مشكلتهم ايضا انهم لم يجدوا فرص عمل يستطيعون من خلالها بناء امل يشق لهم طريقا آمنا نحو مستقبل يحقق لديهم بعضا يسيرا من احلام كثيره  ..

 

نعاني كثيرا من عدم القدرة على حل المشكلات والازمات ونتخبط دائما وابدا وتغيب عنا الحكمة والرشد في التصدي لواقع حال متأزم فنكون احيانا في منتهى الترهل والانفلات واحيانا اخرى نصبح قساة عتاه نكسر بسهوله ونقطع شعرة معاويه مع غيرنا دون وجل  .

 

باعتقادي المتواضع ان فصل هؤلاء الشباب ينقلهم من حاضنة موجبة الى اخرى سالبه ونعرضهم والمجتمع الى مخاطر عديده تهدد السلم والامان الاجتماعي لذا اقترح ان يتم اعادتهم الى اعمالهم فورا والى تفعيلهم واعطائهم الفرصه لينتجوا ويخدموا البلد لانهم ابناءه ولانهم اصحاب ايدي شريفه اختارت ان تعمل لا ان تسرق .

 

الحلول الجماعيه تشوه الحلول وتظلم كثير من الناس وكما اسلفت لايمكن ان تختزل كل مشكلات البلديه بهؤلاء الشباب ولن ينتهي الفساد بفصلهم لان الجميع يعلم حقائق الامور بدوائر البلديه .

 

واختم بالقول ان رمضان المبارك على الابواب بما فيه من رحمة وروحانيات وحاجات انسانية كثيره فارجوا ان تتسع قلوبنا للجميع .