تجارب مؤلمة ولكن عذبه

mainThumb

08-05-2017 10:39 AM

قال محدّثي :
 
في العام الأول عانيت الأمرّين .. اختلطت في ناظري جميع الرؤى أصبحت في حيرة تامة .. حتى القيم التي كنت أؤمن بهاأخذت أشك في جدواها ..ألإخلاص ، الوفاء ، التضحية ..الحب بأسمى معانيه لدرجة أنني لم  أعد أتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود .
في العام الثاني أصبح للهفتي معنى غير الذي اعتدت وتعودت ...
 
قديما كنت أحلم وأنا جالس على الشرفة قبالتها ، ولكن ما أن امتنعت عن الظهور حتى تشتت الحلم في الليالي الساجية وأصبح رؤى مزعجة وخيالات سقيمة تبعدني إلى متاهات غير تلك التي اعتدت الولوج فيها .
 
في العام الثالث استبدت بي الحيرة إذ لم تعد لأفكاري قيمتها التي كنت أعهد.
 
قلت له :
 
حاولت طبعا أن تقابلها أو تسترضيها خلال هذه الأعوام
 
 قال : حاولت جهدي ولكنها وضعت بيني وبينها ستارا سميكا فلا هي استمعت لحديث ولا أصغت لوسيط .
 
قلت له بنفاذ صبر : ثم ماذا؟
 
قال محدقا في وجهي : 
 
مرت الأعوام الثلاثة كما لو كانت ثلاثة قرون..في نهايتها كان لا يزال طعم الترقب مرّا في زوايا شفتي ولا تزال اللهفة عالقة حول خبايا القلب وكان لا يزال قلق الإنتظارمرسوما في عمق عيني ولكن الأعوام الثلاثة مرت .. ألتفت الآن إلى الخلف وأنظر ..كم هي موغلة في البعد كما لو كانت طفولة إنسان .
 
صمت محدثي .. كان الليل قد أرخى سدوله منذ زمن بعيد .. ولم يكن يصلنا من الأصوات إلاّ خرير ماء جدول لا يبعد عنا كثيرا أحسست بالبرد ..ارتجف جسمي قليلا قلت ببرود :
 
تجربة مؤلمة ولا شك قال بإصرار :
 
صدقني بأنها كانت عذبة ومؤلمة أصرّ على تسميتها هكذا .
 
في طريق عودتنا فكرت فيما قاله صاحبي وهمست لنفسي :
 
- أليست  جميع قصص الحب متشابهة تلك التجربة التي مررت بها مثلا ؟ أليست عذبة ومؤلمة ؟
 
وأنا أغذ الخطى إلى جانبه كنت أبتسم جذلانا وأحلم .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد