الأعمال الكبيرة والمسلسلات

mainThumb

15-05-2017 11:33 AM

فرق شاسع بين أن تمارس عملية التخيل وبين أن تمارس عملية الإنقياد لما تراه ، ففي الأولى تتوقف بتفكيرك ثم تبدأ عملية التحليل والتحليق في حين أن في الثانية تعطل تفكيرك وتشله لدرجة الإنقياد إلى ما تراه .وفي الأولى تمارس ما هو من حقك وفي الثانية تضطر إلى متابعة ما يلقى عليك .

 

هذه المفاضلة واردة بين قراءة كتاب أيّ كتاب وبين مشاهدة مسلسل من المسلسلات ..وحين أقرأ كتابا تسيطر على ما في هذا الكتاب من معان وأفكار وأستطيع أن أتوقف طويلا أمامها فأحكم إما لها وإما عليها .. أعني أحكم على هذه المعاني والأفكار وأستطيع أيضا أن أمارس عملية التخيل بحرية في حين عندما أجلس لأشاهد مسلسلا لا أستطيع ذلك لأن مجريات الأمور في المسلسل لا تسمح لي بالتوقف برهة واحدة لالتقاط الأنفاس لمحاكمة العمل من حيث القصة والديكور والإضاءة والموسيقى والإخراج..لقد شاهدت مئات المسلسلات بل وآلاف المسلسلات ولم أستطع خلال مشاهدتي لهذا الكم الهائل من التقاط فكرة تصلح لأن تكون موضوعا شيقا .. وأغلب الظن أن آلافا غيري خرجوا بهذا الإنطباع ، في حين لو قرأت كتابا مهما كان نوع هذا الكتاب سواء في القصة أو الشعر أو التاريخ ..أخرج عادة بأفكار عديدة تصلح للنقاش وتصلح أيضا للطرح .
 
ومن هنا فإنّ رؤية المسلسل تسلبك نعمة التفكير في حين أن الكتاب ينمّي لديك ملكة التفكير .وقديما قرأت أن فريق عمل بعد أن فرغ من تمثيل المسلسل الذي قدموا لأجله اجتمعوا حول مائدة عشاء فاقترح أحدهم أن يمثلوا مسلسلا آخر ما داموا قد اجتمعوا وفي خلال الجلسة إياها اتفقوا على الفكرة وكاتبهم جاهز معهم كتب لهم الحوار وبدأوا في التنفيذ فهل بعد هذا سخرية ؟,
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد