ظلمة الغياب - تحسين صغير

mainThumb

21-05-2017 01:46 PM

كيف خدعت ؟كيف اغرتني الكلمات المعسولة الكاذبة وجعلتني انطلق بصراحتي واسمي الاشياء بأسمائها.بينما كانت الذئاب تترصدني وهي تبصر دخولي الى حقل الالغام والى الموت المؤجل عبر الدهاء المرسوم في الاقبية والكواليس التي تنحدر من قاعة الحوار الى ظلمة الغياب التي لم افكر فيها في تلك اللحظة .
 
سألني احدهم عن (الكاتم) .وحدثني اخر عن المبارزة واسلوب القتل في القرون الماضية وعن الغياب ، ونصحوني بقراءة ماتركته الجدران الخشنة على نفوس النزلاء الذين لم يعد لهم وجود .
كنت اعرف ان هذا الخطاب خطاب تهديد و وعيد وكنت اعرف اني ماض الى حتفي , فالغراب لا يعرف الخطوات الجميلة كما يقول احد الشعراء للعزال الشارد . كنت نقيا وصداقا وكنت اعرف بأن ثمن يجب ان يدفع لهذا الصدق ربما يكون حياتي ،هذا يدعو الى التلون,
 
الخوف يمتلك جساره لكنه يبقى خوفا .
 
انا الذي اتغزل دائما في كتابة الانشاء بوطني علي ان اصمت لكن التراب كان يستفزني رائحة التراب , طين الطفولة ,التماثيل الصغيرة, الدمى التي لا نجدها في الصباح ربما تكون ذهبت الى النهر او خذها الطير الذي بكت عليه زقزقاته.
 
اتحاشى ان اقع في الشباك هم في كل درب وضعوا اشارات التهديد وكنت اراها واضحا حتى في الكلمات التي ادونها لكي اعلن فيها روحي المعذبة والتي نشر امامها الحراب حين تتحدث عن الوطن .
 
اتحسس فوهه في ضهري (تسعه) وكنت لا احب هذا الرقم اجده قريبا الى مشنقة معقودة بأنتظار رقبة تتدلى .
 
اكتب الان وانا اتحسس رقبتي واسمع دقات قلبي .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد