الأحزاب هي الحل‎

mainThumb

23-05-2017 05:28 PM

السوسنة -  الكيانات  في العالم العربي أنشئت إنشاء خاصا، فهي ان جاز التعبير "دول" ولدت قاصرة عن ممارسة الحكم الشعبي، لأن هذا الشكل من الحكم، لا يناسب الهدف الذي أنشئت من أجله، وهو رهن شعوبها للمخططات الدولية وعدم تمكينها من استغلال طاقاتها ونيل حريتها. فكانت هذه الدول وبالا على الشعوب وأول قيد يجب أن تتحرر منه.

 

لذلك كان أول شيء حاربته هذه الكيانات هو الحزبية، وحشدت كل طاقاتها الأمنية، واستخدمت الدين لمنع نشوء أحزاب حقيقية حتى لو كانت أحزابا لا تستند لفكر الأمة وتاريخها، لأن مجرد وجود حياة سياسية حقيقية يجعل من هذه الكيانات فاقدة لوجودها في نظر الدول المتنفذة التي يهمها أن تبقى الشعوب العربية ضائعة لا تهتدي لطريق.
 
وكان من أساليب هذه الكيانات في تغييب الحياة السياسية، أن صنعت أحزابا شكلية لتعمي على الشعب، فالحزب الذي يقوم على الجمع، والذي لا يستقطب الا من يشرئب الى المناصب والمجد الذاتي، وجل ما تصبو اليه أن يكون لها نائب أو وزير، وهذا النائب أو الوزير هو أيضا عندما يدخل الحكومة يصبح ينفذ أجندة الحكومة وليس الحزب، فالحزب في هذه الكيانات هو تجمع أفراد لا يربط بينهم رباط فكري وليس لهم هدف في الحكم وقيادة دفة الدولة وتسييرها حسب رؤية الحزب وبرامجه.
 
ثم قامت هذه الكيانات بتعزيز العشائرية لقتل الحياة السياسية في البلاد، حيث أصبح جل ما تريده هذه العشائر هو أن يكون لها فرد أو فردان يحملون أسمها في الحكومة أو في مجلس النواب، وينتهي الأمر عند ذلك، فقد ضمنت لها بذلك واسطة عند الدولة تحل بعض مشاكلها الشخصية، وتركت الحكم وقيادة مؤسسات الدولة، والتصرف بمقدرات الشعب الى أشخاص وجماعات مرتبطة بالدول المتنفذة، أفشلت المؤسسات، وتصرفت بأموال الشعب على هواها! وكانت النتيجة حرمان الشعب من أبسط حقوقه، وصار محتارا ماذا يفعل، الكل يئن ويجأر من الظلم والفساد ولا يوجد أي رباط يربط بينهم ليكوّن قوة مؤثرة تتسلم الحكم وتدير مؤسساتها ومواردها.
 
الحزب الحقيقي وهو الذي سينهي التغول والفساد، هو حزب كالأحزاب التي تسود في الدول المستقلة صاحبة السيادة، حزب يقوم على فكر وبرامج حقيقية، وهذا الفكر يسود في جميع منتسبيه فكل فرد يمثل رؤية الحزب، وهمهم الأول والأخير هو الوصول الى الحكم لينفذ الحزب رؤاه وبرامجه، وما إن ينجح في الانتخابات ويشكل الحكومة حتى يتسيد على كل مؤسسات الدولة فيديرها ويدير المال العام بما يرى أنه أنفع للشعب والأمة، ولا يتركها ألعوبة في أيدي الفاسدين يعيّنون من يسلمهم ريع هذه المؤسسات، ويجمع حوله الفاسدين والمتنفعين، فيبعد من يشاء ويقرب من يشاء.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد