العاهل المغربي يجدد جامعة القرويين العريقة

mainThumb

24-05-2017 11:59 AM

السوسنة - ترأس العاهل المغربي الثلاثاء بمنطقة القرويين العريقة بفاس (شمال) حفل افتتاح 3 مدارس تاريخية بعد إنهاء عملية ترميمها وضمها لجامعة القرويين التي تعتير من أقدم الجامعات في العالم، لتعليم وإيواء طلبة فن الخط العربي بالجامعة.

ويرجع تأسيس هذه المدارس إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلادي.

ويتعلق الأمر بكل من المدرسة "المحمدية" التي يعود تأسيسها إلى القرن 13 الميلادي، وتم تجديدها في القرن 20 على يد جد الملك الحالي السلطان محمد الخامس (توفي سنة 1961)، ومدرسة "الصفارين" التي شيدت عام 675 للهجرة الموافق لـ 1276 للميلاد، والمدرسة "البوعنانية" التي شيدت عام 758 للهجرة الموافق لـ 1356 للميلاد.كما أعلن القائمون على الجامعة أمام العاهل المغربي عن إحداث مسلك لتعليم الخط العربي بجامعة القرويين، سيكون مقره بمدرسة "الصهريج" التي تم تشييدها هي الأخرى في القرن 14، وفتح "دار الموقت"، وإقامة عالم متخصص في التوقيت بها، حيث سيتولى تدريس والتوجيه في هذا العلم التاريخي الذي نذر الاهتمام به.

وفي كملة له خلال الحفل الذي ترأسه الملك محمد السادس، قال أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، إن هذه المشاريع تأتي في سياق "حرص الملك على أن تعود لجامعة القرويين أصالتها في تكوين العلماء، من حيث القوة في التحصيل والتفتح والقدرة على المنافسة العلمية على الصعيدين الوطني والدولي".وأضاف أن الملك يسعى إلى "وصل ماضي القرويين بحاضرها، وإعداد العدة للاجتهاد الفقهي الرصين وللحوار حول هذا الدين والمجادلة فيه بالتي هي أحسن، وتكوين أجيال من العلماء قادرين على نشر الفكر الديني السمح الصحيح".وتوقع الوزير المغربي أن يكثر الطلب على هذا التعليم في القرويين على صعيد الداخل ومن الخارج، واصفا هذا النوع من التعليم والتكوين الديني بـ"المتميز"واعتبر وزير الاوقاف أن "إحياء الفن المعماري بالمغرب، ووضع برامج متميزة عالميا للتكوين في العلوم الدينية مقترنة بالعلوم الإنسانية وتشجيع الفنون الجميلة هي من العلامات الراقية في النموذج الحضاري الذي يشيده المغرب بقيادة الملك محمد السادس، سيعطي المناعة للأجيال الحالية والمقبلة ضد التطرف والعنف واليأس والانتحال".

وشيد جامع/ جامعة القرويين عام 859 ميلادية، على يد فاطمة الفهرية المنحدرة من القيروان بتونس حاليا، وبني في البداية على مساحة صغيرة، قبل أن يتم توسيعه وتزيينه وترميمه، في فترات متلاحقة من التاريخ، وبتعاقب الدول التي تعاقبت على حكم فاس والمغرب.وظلت القرويين قطبا تعليميا مهما ومركزا للمعرفة العلمية والدينية في العالم الإسلامي، منذ تشييدها على يد فاطمة الفهرية، حيث استقطبت منذ إنشائها العديد من العلماء، منهم الفلاسفة ابن رشد وابن باجة ومؤرخون مثل ابن خلدون وأطباء فلاسفة مثل ابن ميمون وجغرافيون مثل الشريف الإدريسي، ومتصوفة مثل ابن حزم وعبد السلام بن مشيش وغيرهم كثير.
 
وبعد 12 قرنا لا تزال "القرويين" في فاس، تؤدي دورها كإحدى أقدم الجامعات في العالم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد