اربد : ندوة حوارية بذكرى النكبة

mainThumb

25-05-2017 01:59 PM

السوسنة - عقد المنتدى الثقافي إربد يوم أمس ندوة حوارية بمناسبة ذكرى مرور 69 عام على ذكرى النكبة  في مقر المنتدى الثقافي اربد الجديد في النادي العربي وقد شارك فيها مجموعة من الأكاديميين.

وقد تحدث  الدكتور أحمد الجوارنة عن شهداء الجيش العربي الأردني في حرب عام 1948 قراءة في كتاب النكبة لعارف العارف قائلاً: في ذكرى نكبة فلسطين (1948) التاسعة والستين نستذكر شهداء الجيش العربي الأردني وقد شكلت حرب عام 1948 نقطة تحول كبرى في تاريخ العرب الحديث، فقد ترتب على الحرب ضياع فلسطين، وإعلان دولة إسرائيل على أرض فلسطين 14 أيار 1948، حيث أشار الإعلان وبقوة إلى: أن أبناء الشعب اليهودي نشأوا في أرض فلسطين (إسرائيل)، وفيها اكتملت صورته الروحانية والدينية والسياسية، وفيها عاش حياة مستقلة في دولة ذات سيادة، وفيه أنتج ثورته الثقافية والقومية والإنسانية وأورث العالم أجمع كتاب الكتب الخالد (سفر التكوين).
أما شهداء الجيش المصري الذي بلغ تعداد قواته المشاركة في حرب 1948 حوالي (18.0009 جندياً، استشهد منهم على أرض فلسطين (961) شهيداً.
لقد استطاع المؤرخ الفلسطيني عارف العارف في كتابه الشهير نكبة فلسطين والفردوس المفقود 1947-1952، وفي الجزء السادس منه والذي يحمل العنوان: سجل الخلود: أسماء الشهداء الذين استشهدوا  في معارك فلسطين، وعارف العارف الذي عاش خلال الفترة (1892-1973) هو رائد المؤرخين الفلسطينيين بلا منازع، استطاع أن يرصد أسماء شهداء نكبة فلسطين في حرب 1948، متحصلاً عليها من الجيوش العربية التي اشتركت في الحرب، فجاء كتابه سفرا خالدا يحتفظ بأسماء شهداء حرب 1948، وفي مقالتنا هذه تستحثنا الهمة والرغبة في أن نقيد أسماء الجيش العربية الأردني، الذين رووا بدمائهم أرض فلسطين، بأسمائهم كما وردوا في كتاب النكبة لعارف العارف، وفاء لشهادتهم واستذكارا لعظيم صنعهم الذي خلده التاريخ، وقبل أن نستعرض أسماء أولئك الشهداء فلسطين الذين قضوا أرواحهم دفاعاً عن الأرض والعرض والمقدسات، كما نتوقف عند عدد شهداء الجيش المصري الذين روت دماء شهدائه أرض فلسطين.
أما شهداء الجيش العربي الأردني الذين استشهدوا على ثرى فلسطين بلغ عددهم (361) شهيداً، يضاف إليهم (76) شهيداً لم تعرف أماكن قراهم أو لم تعرف أسماء بعضهم.
وفي هذه الذكرى المشؤومة على احتلال فلسطين، والعطرة  على روح شهداء جيشنا العربي الأردني، لا يسعنا إلا أن نرفع تضرعنا إلى الله سبحانه وتعالى أن يجعلهم من أهل جنته، وأن يجعلهم نبراس حياة للشباب.
أما الدكتور محمد اليعقوب المساعدة فقد تحدث عن مذكرات الأمير الاّي سيد طه بيك الملقب بالضبع الأسود ودور الجيش المصري في معارك فلسطين سنة 1948 قائلاً:
تمتاز مقاومة الجنود المصريين في الفالوجة بأنه لا يوجد عامل طبيعي للدفاع عن القرية كما أن الجنود المصريين كانوا يحاربون عن أرض تطئوها أقدامهم لأول مرة، فقد دافعوا عنها، إنّ شرفكم معلّقٌ بها.
وقد أصدر الأمير الاّي سيد طه بك الضبع الأسود برقية تقول: ليس لنا إلاّ أن تعتمد على أنفسنا وبدأت الإجراءات بتخفيض حصة كل جندي من الطعام إلى الربع.
كما هاجمت الطائرات الإسرائيلية من نوع Spite Fire إلى طائرة B2 + هجوم مدفعي+ هجوم بري (مصفحات+ دبابات).
وقد خسر اليهود على أرض المعركة 38 جثة+27 جثة من الهجوم الرئيسي على قرية عراق المنشية فقد قتل فيها 500 جندي إسرائيل وأسر 5
وقد أصدر الجيش المصري مجلة الفالوجة حيث صدر منها سبعة أعداد وأشرف عليها اليزباشي محمود كشك وحررها الملازم أول إبراهيم بغدادي. وقد اقترح لعمل فلم سينمائي عن قائد الفالوجة الضبع الأسود وقواته الباسلة.
أما الدكتور وليد العويض فقد تحدث عن شهادات يهودية حول النكبة والفكر الصهيوني تجاه الفلسطينيين قائلاً:
اولا سأتحدث عن شهادة بول نيومان أحداد أو منظمة بإلماح الصهيونية من فبراير 1948 حتى أكتوبر 1949، حيث تكمن أهمية هذا اللقاء أن تذكر هنا ما شاهدته وما الذي شاركت فيه.
وقد جاءت شهادة جدعون لفي- الصحفي الإسرائيلي في جريدة هارتس- وهو أكثر شخصية مكروهة في إسرائيل وذلك لشهادته ومقالاته عن المجتمع الإسرائيلي حيث أحاط نفسه بدروع وحوائط مادية وكذلك ذهنية.
حيث ان معظم الأسرائيليين إن لم يكن جلهم يؤمنون بعمق بنظرية شعب الله المختار، واضاف قائلا وهنا سوف أذكر ثلاثة مبادئ مكنتنا نحن الاسرائيليين من أن نعيش بسلام ويسر في ظل هذا الواقع الوحش.
أولها: نظرية شعب الله المختار التي ذكرناها، وإذا كما كذلك فمن حقنا أن نفعل ما نريد.
ثانياً: مر التاريخ بمراحل اختلال وإبادات طويلة لكن لم يوجد أبدا في التاريخ محتل لأرض ويمثل دور الضحية، بل والضحية الوحيدة، وهذا كذلك ما مكننا من أن نعيش بسلام لأننا ضحايا.
وتحدث الأستاذ فولك عن الإستراتيجية المزدوجة لإسرائيل في تمثيل دور الضحية من جهة وتلاعبها من جهة أخرى. ويقدم مثلاً صارخاً على ذلك:
حينما حدثت العمليات الإرهابية في المدن الأوروبية كباريس وكوبنهاجن وغيرها..، حين جاء نتنياهو ودعا جميع اليهود إلى الرحيل إلى إسرائيل كونها البلد الوحيد الآمن.
اما الشهادة الاخرى فهي صور فلسطين في أوروبا في حفل عشاء للصهيونية- لندن 1931
حيث تحدث نيومان ستيدفن وايز قائلا: جئت اليوم لأسألكم عن الموقف الذي ستتخذونه ، جئت اليوم أمامكم لأقول- إن استطعت أن أقول- رغم أنني يهودي أمريكي- وإن وجود فلسطين عربية هو تهديد لبريطانيا العظمى وخطر على العالم، ولكن وجود فلسطين يهودية هو مكسب لبريطانيا وبركة للعالم...
 
أما الدكتور محمد العناقرة فقد تحدث عن دور عبدالله التل في حرب عام 1948 ومعركة القدس  قائلاً: 
إن الحديث عن شخصية عبدالله التل هو حديث عن بطل مقدام لعب دوراً رئيساً في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 وقد حقق هذا البطل انتصارات سجلت له في الميدان العسكري والسياسي وقد استحق لقب بطل معركة القدس بجدارة فقد برزت شخصيته في الأوساط الأردنية والعربية والدولية والرسمية والشعبية، ولمع اسمه في الصحف العربية والعالمية لما تمتع به هذا المجاهد من حنكة وذكاء وكفاءة ولياقة بدنية وعسكرية وكرم وتواضع وكرم الأخلاق بعيداً عن التعصب الديني والإقليمي والعشائري.
أما عن دور عبدالله التل في الحرب العربية الاسرائيلية عام 1948 فقد استشهد الدكتور محمد العناقرة على لسان الدكتور أحمد يوسف التل في كتابه عن عبدالله التل قائلا: «حيث كان لعبدالله مواقف بطولية في الهجوم على مستعمرة النبي يعقوب فقد صمم على الانتقام من يهود المستعمرة فنشر المدرعات في مواقع مشرفة على المستعمرة فدمرت قوات عبدالله التل الأبراج الرئيسية التي كانت تشرف وتقتل العرب على الطريق العام وتم قتل جميع اليهود الذين كانوا في الأبراج والخنادق الأمامية».
وأضاف الدكتور أحمد يوسف التل كما ذكر الدكتور محمد العناقرة قائلاً: «أن عبدالله التل قد أرضى الضمير وأدى الواجب العسكري والسياسي المنوط به في المواقع التي قام عليها في ملحمة الصراع في الحرب العربية الإسرائيلية لعام 1948».
 
وقد ادار الحوار الدكتور محمد العناقرة رئيس المنتدى الثقافي اربد، شاكرا المحاضرين على ما ابدوه من معلومات قيمة حول ذكرى النكبة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد